قواعد وأسس النظام الإقطاعي.. السيد الإقطاعي أو اللورد يمنح الأرض لشخص ما وفق شروط معينة أو مقابل خدمات وليس مقابل إيجار وقيمة مالية

نشأ النظام الإقطاعي عن أصلين أساسيين أولهما علاقة الشرف التي تربط بين العصابات الجرمانية المقاتلة التي كانت تجوب مساحات شاسعة في أوائل القرون الوسطى فقد كان هناك عهد بالولاء بين قادة ومقاتلي هذه العصابات كان المقاتلون يحاربون من أجل شرف قائدهم ويتوقع منهم أن يظلوا معه حتى الموت وفي المقابل  كان القائد مسؤولاً عن رجالهم ويكافئهم بالمجوهرات والفخار وكان الأصل الأساسي الثاني لنشوء الإقطاع هو نظام حيازة الأرض، ففي ظل هذا النظام كان السيد الإقطاعي أو اللورد يمنح الأرض لشخص ما وفق شروط معينة أو مقابل خدمات وليس مقابل إيجار وقيمة مالية وكان بعض ملاك الأرض ينقلون ملكية الأرض أرضهم إلى السيد الإقطاعي مقابل حمايته لهم.وكان السيد يسمح للناس بالبقاء في أرضه كزراع مستأجرين وهؤلاء الزراع المستأجرون هم الذين أصيحو فيما بعد فلاحين في ظل الإقطاع الزراعي وبالرغم من أنهم كانوا يفقدون استقلالهم بموجب هذا الترتيب إلا أن الحصول على الحماية من قبل السيد الإقطاعي المحلي القوي كان أمرا أكثر أهمية بالنسبة لهم وقد كان نظام حيازة الأرض قد بدأ العمل بموجبه مسبقا في المقاطعات القديمة التي كانت تتبع الإمبراطورية الرومانية عندما استقر فيها الغزاة الجرمانيون في القرن الخامس الميلادي.
وفي القرن الثامن ميلادي كان المسلمون قد دخلوا إسبانيا قادمين من أفريقيا ووصلت إمبراطوريتهم الجديدة إلى حدود أوربا الغربية وبدأ الملوك والنبلاء ذوي الشأن في منح الإقطاعات إلى المقاتلين الأحرار والنبلاء مقابل الخدمة العسكرية وكانت هذه الإقطاعات تشمل الأرض والمباني التي عليها والفلاحين الذين يعيشون ويعملون فيها وكان يطلق على المقاطعين الذين يتسلمون الإقطاعات اسم المقطعين وفي القرن التاسع الميلادي صارت علاقة الشرف والولاء التي سادت بين الزعماء والمحاربين في العصابات الجرمانية المقاتلة ترتبط أيضا بنظام حيازة الأرض وتقديم الخدمات في المقابل وكانت نتيجة تجاوز هذين العاملين ما يعرف بالنظام الإقطاعي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال