الفتوح.. حادثة السقيفة وحروب الردة وفتوحات الشام والعراق وفارس وأرمينيا وبداية الأحداث من أيام خلافة الإمام علي وخلافة الحسن بن علي وخلافة معاوية وثورة الإمام الحسين

الفتوح: كُتِب هذا الكتاب بقلم أبي محمد أحمد بن علي بن أعثم الكندي، المعروف بابن أعثم (المتوفّى 314هــ ق)، وكان من المحدّثين والمورّخين ومن شعراء الشيعة، ويحتوي كتاب الفتوح على الأحداث التاريخية الإسلامية بعد رحلة الرسول’ ابتداءً من حادثة السقيفة، وحروب الردّة، وفتوحات الشام والعراق وفارس وأرمينيا, وبداية الأحداث من أيام خلافة الإمام علي ض وخلافة الحسن بن علي ض، وخلافة معاوية، وثورة الإمام الحسين ض، حيث يترتب على ذلك خلافة ابن الزبير ومروان، وأحداث خلافة بني مروان، وثورة العباسيين وأبو مسلم الخراساني، وأحداث عصر خلافة العباسيين حتى خلافة المعتصم العباسي.
وترجم هذا الكتاب إلى الفارسية محمد بن أحمد المستوفي في نهاية القرن السادس الهجري. وطريقة ابن أعثم في كتابة التاريخ بصورة خبر وجمع الروايات الطوال والقصار المرتبطة بالأحداث، وفي بعض الأحيان يذكر أسماء كثير من المشايخ والرواة، مثال ذلك: ما ذكره في بداية بحث ثورة الحسين ض، حيث ذكر أسماء رواته ِ في صفحة ويذكر في عامة الروايات كلمة «قال»، وكمثالٍ لذلك فقد نقل عدداً قليلاً من الروايات مع ذكر السند الكامل في خلافة يزيد حتى خلافة عبد الملك بن مروان المجلدالثالث، وبقية الروايات ذكركلمة «قال».
ويعتبر مشايخ ورواة ابن أعثم من مدارس مختلفة، كالمدينة والشام والعراق. وقد نقل أكثر رواياته عن الواقدي وهشام بن محمد الكلبي ونصر بن مُزاحم وأبي مخنف. 
إنّ وجود آثار لمؤرّخين قبل ابن أعثم قد يغنينا عن الرجوع إلى كتاب الفتوح، ولكن ينبغي القول: إنّ له اهتماماً كثيراً بالخطب والرسائل والأشعار والأراجيز، مثلاً في باب «وقعة صفّين» فقد نقل أكثر رواياته عن نصر بن مُزاحم، إلّا أنّه أشار إلى مواضيع اُخرى يبدو أنّها مهمّة، مثل قصة أويس القرني التي ذكرها في خمس صفحات، في حين أنّ نصر بن مُزاحم إكتفى بالإشارة إليها في رواية واحدة. أونقل عن فضائل عمار بن ياسر على لسان أمير المؤمنين علي ض في خُطبته الكاملة ليلة الهرير، وأشعار بعض نساء الكوفة، مثل: اُمّ سنان المذحجية، وسودة بنت عمارة الهمدانية، وزرقاء بنت عديّ الهمدانية.
وإنّ لابن أعثم اهتماماً بالأشعار، وترى ذلك بين مواضيعهِ، ويظهر أحياناً اهتماماً خاصّاً بحياة شعراء الشيعة وأشعارهم، مثل: الفرزدق والكُميت بن زياد الأزدي.
وقد جمع ابن أعثم الأحداث على أساس ترتيب الوقوع، وفي بعض الأحيان لا يهتمّ بالسنوات، ولايراعي ترتيب الأحداث، ومنها: نقل قصة حرب النهروان بعد الغارات، وجعل حرب شوشتر ونهاوند متتابعة. ودائماً يسجّل ابن أعثم أكبر رقم في بيان عدد الجيوش، مثلاً: هناك مصادر اُخرى ذكرت أنّ عدد جيش مسلم بن عقبة في هجومه على المدينة اثنا عشرألف رجل، ولكنّ ابن أعثم ذكر (27000).

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©