دور الشيوخ في نشر الإسلام في السنغال.. شيوخ من المغرب وتلمسان وموريتانيا في بلاط كل من ملك كاجور وجولوف وسين وسالوم وقصور ملوك غانا

   لقد ثبت تاريخيًّا أن التجار المتنقلين "جولا" DIOULA قاموا بنشر العقيدة الإسلامية أثناء أسفارهم وتجوالهم، لكن الدور الأول يرجع في ذلك إلى شيوخ أفارقة وعرب وبربر أبلوا البلاء الحسن في هذا المجال،  فقد "عم الإسلام في  المنطقة ـ غربي أفريقيا ـ بفضل شجاعة وتفاني هؤلاء الرجال المتواضعين من الشيوخ المخلصين المجهولين الذين كانوا يسلكون أوعر المسالك، حاملين عيابهم المليئة بالزاد والكتب".
وقد لاحظ أوروبيون  كانوا يقومون بزيارة السنغال في القرن الخامس عشر الميلادي، حضور شيوخ من المغرب وتلمسان وموريتانيا في بلاط كل من ملك "كاجور وجولوف وسين وسالوم "… ويذكرنا هذا الحضور بوجود المسلمين في قصور ملوك غانا، وكذا بسبب اعتناق أمير مالي الإسلام على  يد شيخ كان في عاصمته أثناء أزمة حادة.
وكانت الجالية الإسلامية في القرن الخامس عشر الميلادي ذات شأن كبير في مختلف أقاليم السنغال، فلاحظ أحد الرحالة الأوروبيين سنة 1506م أن "ملك وأعيان إمارة "جولوف" كانوا مسلمين، ولديهم شيوخ بيض من أئمة ودعاة الإسلام، وكانوا يعرفون القراءة والكتابة،  ويأتي هؤلاء الشيوخ من بلدان بعيدة من الداخل، ومن مملكة فاس والمغرب (كذا) ويقدمون بهدف إدخال السود إلى عقيدتهم عن طريق الدعوة".
وكان الشيوخ يقومون بالدعوة إلى الإسلام دونما قلق أو إزعاج يأتيهم من طرف السلطات الرسمية؛ ذلك بأنهم  كانت تحيط بهم هالة من التعظيم، فعلى الرغم من كون غالبية الأمراء لا يدينون بالإسلام، وكون المسلمين أقلية، فإن الأرواحيين على مختلف نحلهم ومللهم يحترمون الشيوخ ولا ينالونهم بسوء، وقد أشار إلى هذه الحقيقة "موللين" MOLLIEN ناء زيارته لبعض أقاليم السنغال في القرن التاسع عشر "يحصل الإسلام كل يوم على تقدم، وسيصبح قريبًا الدين الوحيد لإقليم "كاجور"؛ إذ بقي القصر وحده متشبثًا بالوثنية ". ويعلل "موللين "  نجاح الإسلام بـ "الحصانة  التي تجعل شخص الداعية المسلم مقدسًا عند الأمراء الوثنيين،  مثل ما هو محترم لدى المسلمين، مما يساعد على انتشار الإسلام عند هذه الشعوب".
وخليق بنا أن نتدارك هنا أن كلمة شيخ التي تقابل [MARRABOUT ] بالفرنسية، هي عكس كلمة "تبدو" TIEDO، التي تعني: الشخص الذي يشتغل بالعبادة، والدعوة، وتكوين الناشئة، والذكر، وكبح الأهواء،  والبعد عن المرح، والزهد في حطام الدنيا؛ ولا يتعاطي كل ما من شأنه أن يحدث فصلا بينه وبين نشاطه الديني.

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©