نهاية مملكة غانا على يد المرابطين.. طرد يحيى ابن عمر الحامية الأفريقية من أودغشت والاستيلاء على العاصمة كومبي صالح

تاق المرابطون إلى فتح مملكة غانا، فبعثوا أولاً جيشًا بقيادة يحيى ابن عمر سنة 1054م، فاستولى على "أودغشت " وطرد منها الحامية الأفريقية. ومن "أودغشت " توجهت جحافل لمتونة نحو عاصمة غانا "كومبى صالح ".
وكان المرابطون يستهدفون نشر الإسلام في منطقة لم يكن الإسلام معروفًا لأهلها جميعاً في ذلك العهد، وهذا خلاف ما يزعمه بعض المؤرخين أن لعاب قادة المسلمين كان يسيل لَدَى ذكر ثروة غانا، حيث ينبت الذهب مثلما ينبت العشب، فاندفعوا إلى فتحها. وعندما تولى أبو بكر بن عمر زعامة جيوش المرابطين في الصحراء، نجح في الاستيلاء على "كومبي صالح " سنة 1076م.
ويلاحظ أن سيطرة المرابطين على غانا لم تدم طويلاً، إذ سرعان ما قامت انتفاضات وثورات، ليست ضد الإسلام الذي جاءت به جماعة أبي بكر بن عمر، بل كانت تستهدف تحقيق إدارة غانية.
ففي غضون ذلك، استشهد ابن عمر أثناء اشتباكات مع الغانيين، وبوفاته اضمحلت سلطة المرابطين السياسية، في الوقت الذي كان يحقق ابن عمه يوسف بن تاشفين انتصارات باهرة في المغرب والأندلس.
لم تكن انتصارات أصحاب عبد الله بن ياسن ذات بال من الناحية العسكرية والسياسية، إذ لم يدم وجودهم في غانا أكثر من خمس عشرة  سنة، لكن هذا الحضور الخاطف ترك أثرًا طيبًا للإسلام في المنطقة كلها لمساهمته في توصيل صدى الإسلام إلى نواحٍ  بعيدة من غربي أفريقيا لم يكن قد وصلها من قبل، مما مهد الطرق أمام دعاة حققوا ما لم تحققه الحملة العسكرية.  وخليق بنا أن نلمح إلى أن بعض المصادر تشير إلى أن ملك تكرور "وارانجاي "[ WAR N'DIAYE ] الملقب بأبي الدرداء قد أخذ نصيبًا وافرًا في حملات المرابطين بعد أن أسلم.
والخلاصة أن حملة المرابطين على غانا لم يترتب عليها ترسيخ مباشر لدعائم الإسلام بقوة السلاح في تلك البلاد،  إنما تمخض عنها أن طائفة من سكان المدن الذين لم يسلموا قبل الحملة المرابطية اعتنقوا الإسلام؛ إضافة إلى تشبث شعب "سونينكي" بالعقيدة الإسلامية من ذلك العهد إلى يومنا هذا.
ورغم جهود المرابطين ومسلمي غانا بقي الإسلام محصورًا في رقعة جغرافية صغيرة إلى أن برزت مملكة مالي في الساحة السياسية في المنطقة والتي حملت الدين الإسلامي إلى أدغال ومجاهل غربي أفريقيا كله.

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©