إن إفريقية، وإن حوت حشداً من الأقوام والأجناس البشرية واللغات، تمتاز من غيرها من قارات العالم بأنها موطن العرق الأسود الزنجي الذي يؤلف غالبية سكانها، والزنوج من معمريها القدماء الأصليين. إذ يرجع عمر أقدم الآثار الدالة على وجود أسلاف العرق الأسود إلى العصر الحجري الوسيط (الميزوليتي)، ويعتقد اليوم أن نطاق السافانا والأعشاب الغربية بين حزامي الصحراء الكبرى والغابات المطيرة الاستوائية، كان الموطن الأول لأبناء هذا العرق، ومنه انتشروا في أنحاء القارة ولاسيما باتجاه جنوبي النطاق المذكور، فغلبوا على جميع الأصقاع الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في النصفين الشمالي والجنوبي للقارة. وهناك من يرى أن أسلاف العرق الأسود جاؤوا من آسيا منذ القدم، وأن أقدم السكان في القارة عثر على آثارهم وهياكلهم العظمية في مواقع شرقي إفريقية يرجع عمرها إلى ماقبل العصر الحجري القديم السابق لوجود السود. ولم يبق هؤلاء في مواطنهم الأولى التي غلبت عليها شروط مناخية أحسن من تلك التي عاشتها في عصور متأخرة ولاسيما في العصر الرباعي الحديث بعد المطير، فانتشروا من نطاق السافانا وهوامشها باتجاه الجنوب، في أصقاع جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى حتى جنوبي إفريقية. وتفرع ممثلو العرق الأسود إلى فروع أبرزها الأسرة النيلية المنتشرة في إقليم السودان (بلاد السودان) والنيل الأعلى. كذلك ينتشر أفراد قبائل كثيرة من أسرة البانتو[ر] والزنوج القدماء في أواسط القارة وشرقيها.
التسميات
سكان افريقيا