نشأة وتطور الفرع الفلسطيني في حركة القوميين العرب.. تشكيل لجنة فلسطين من جورج حبش ووديع حداد وأحمد اليماني وأسامة النقيب وعبد الكريم حمد

بدأت حركة القوميين العرب تشعر بأهمية إبراز الشخصية الفلسطينية، خاصة وأن معظم قياداتها المؤسسة كانوا من الفلسطينيين، الذين كانوا يتساءلون عن دورهم الخاص باتجاه فلسطين، وكيفية التوفيق بين انتمائهم القومي.
في بدايات عام 1958، تمّ تشكيل لجنة في الحركة  من بين القيادات الفلسطينية، سُمّيت "لجنة فلسطين" والتي تكونت من كل من جورج حبش ووديع حداد وأحمد اليماني وأسامة النقيب وعبد الكريم حمد وآخرين.
وقد أتت اللجنة كاستجابة لواقع جديد، أكثر منه لنزعة مسبقة لإيجاد تنظيم قطري، فقد كانت الحركة مضطرة لتشكيل هذه اللجنة، لكي تتمكن من الاتصال بتشكيلات الفدائيين الفلسطينيين في جيش الإقليم الشمالي، والجيش السوري السابق، ويمكن القول أن اللجنة الفلسطينية لم تكن تنظيماً قطرياً، كما أن التجمعات الفلسطينية في الأقطار العربية المجاورة لفلسطين، كانت تشهد حيوية ونشاطاً أسفر عن إنشاء عدد من المنظمات المقاتلة، والتي رفعت شعار القتال من أجل فلسطين، وقد كانت لجنة فلسطين النواة الأولى، لانطلاق منظمة شباب الثأر، والتي تعدّ الجهاز النضالي الثوري للفرع الفلسطيني في حركة القوميين العرب.
وقد اعتمدت لجنة فلسطين،خيار تحرير فلسطين من خلال الفلسطينيين، اعتماداً على دولة الوحدة، وعرفت اللجنة بعد ذلك "بإقليم فلسطين" منذ عام 1960، ونظراً لمركزية الفلسطينيين بشكل عام في فروع وهيكلية الحركة المختلفة في الوطن العربي، استغرقت عملية فرز الكوادر الفلسطينية وقتاً طويلاً ، وذلك بهدف عدم حرمان مختلف الفروع الأخرى من بعض قياداتها المركزية، ولقد ضمّ إقليم فلسطين أيضاً ما يعرف بالساحات الفلسطينية والتي انطوت تحت قيادة الإقليم الفلسطيني للحركة، وهي ساحات (الأردن ـ مصر ـ لبنان ـ  سورية ـ  الكويت ـ العراق ـ وفرع فلسطين الداخلي) والذي تأخر بالظهور، بسبب البحث عن الآليات والأطر المناسبة لتنظيم الفلسطينيين، في ساحات العمل المختلفة.
وكانت انطلاقة الحركة الأولى من خلال مجموعة من الطلاب الفلسطينيين الدارسين في الجامعات المصرية، والذين أسّسوا أول خلية من مجموعة من مدرسي وكالة الغوث في مخيمات القطاع وتحديداً في مخيم جباليا، ومنهم:عمر خليل، محمد المسلماني، ناصر ثابت، محمد شعبان أيوب، يوسف العجرمي، عبد القادر أبو سمرة، عبد الله أبو زعيتر، صالح أبو ريه، وآخرين.
وبدأت الحركة في تأسيس خلاياها الأخرى مركزة على مخيمات اللاجئين، ولقد تعاملت حركة القوميين العرب مع الأوضاع القائمة في قطاع غزة بذكاء سياسي، حيث حرصت على إخفاء خلافاتها مع الإدارة المصرية، باعتبار أن شعبية الرئيس جمال عبد الناصر في القطاع كانت لا تقاوم في حينها، ولاحقاً وعلى الرغم من توتر العلاقة بين قيادة الحركة والقيادة الناصرية بسبب رفض الحركة حلّ نفسها، والاندماج في منظمة التحرير، التي جاءت بناء على رضا القاهرة، إلاّ أنّ هذه العلاقة لم تصل إلى حد الفرقة أو التصادم كما كان عليه الأمر مع حركة الإخوان المسلمين، والشيوعيين، والبعثيين.
نشاط الحركة العسكري: بدأ بالفعل وتطوّر بعد عام 1963، حيث أرسلت الحركة عدداً من كوادرها لتلقي دورات عسكرية في سورية ولبنان ومصر بهدف تشكيل جناح عسكري للحركة، وتزامن تشكيل وفعل الجناح العسكري للحركة مع بواكير تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964، والتي بدورها بادرت لتأسيس الجيش الفلسطيني، والتنظيم الشعبي، في قطاع غزة. بعد أن جاء قرار حلّ الاتحاد القومي العربي الفلسطيني ونقل موظفيه وأملاكه للتنظيم الشعبي، وقد حظي التنظيم الشعبي بدعم حركة القوميين العرب، لأنه سنّ قانون التجنيد الإجباري، والذي اعتبرته الحركة إنجازاً وطنياً وعملت من أجل إنجاحه، على الرغم من معارضتها الأولية للانخراط في منظمة التحرير في بداية تشكيلها، وشاركت الحركة وبقوة في انتخابات قيادة التنظيم الشعبي، حيث انتخب يونس الجرو رئيساً للتنظيم، وهو أحد قيادات حركة القوميين العرب الشابة في حينه، وبعد فترة وجيزة عادت الحركة وتنازلت عن المنصب للدكتور حيدر عبد الشافي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال