مؤتمر نابلس.. نجدة الجيش المصري بفتح النار في كل الجبهات ومواصلة القتال حتى تحرير كلِّ فلسطين وقيام وحدة بين فلسطين كلها وشرق الأردن

بادر سليمان طوقان، رئيس بلدية نابلس (وهو من كبار زعماء المعارضة وحزب الدفاع)، ومن المقربين إلى الملك عبدالله إلى جولة في منطقتَي جنين وطولكرم، حيث زار عدداً من زعمائهما. وقال إن مؤتمر أريحا لا يمثلنا. ونحن، أبناء لواء نابلس جبل النار، يجب أن نكون كما كنا دائماً في الطليعة. لذلك، علينا أن نعقد مؤتمراً في نابلس، لنتدارس الموقف الخطير بصورة عامة، ونقرر ما يجب علينا سلوكه.
وفي 28 ديسيمبر 1948، عقد مؤتمر في المنشية، في نابلس، دعا إليه سليمان طوقان، ولجنة من حكمت المصري وآخرين. وحضره الحاكم العسكري العراقي، وعدد من كبار الضباط العراقيين، وعدد كبير من منطقة المثلث. وألقى قائد المناضلين في جنين، نجيب الأحمد، كلمة طالب فيها الدول العربية بفتح المعارك مع العدو، في كل الجبهات للتخفيف عن الجيش المصري، الذي يحارب في الجنوب وحده.
وقامت مظاهرة، في نابلس، معارضة للمؤتمر، وحصل إضراب جزئي، في جنين ونابلس، احتجاجاً عليه. وأخيراً، اتخذ المؤتمر قراره القاضي بالطلب من الدول العربية نجدة الجيش المصري، بفتح النار، في كل الجبهات، ومواصلة القتال حتى تحرير كلِّ فلسطين، وقيام وحدة بين فلسطين كلها وشرق الأردن، ليشكلا بلداً واحداً، يكون الملك عبد الله بن الحسين ملكاً عليه.
وبادر وفد، مؤلف من: سليمان طوقان، وأحمد طوقان، وعادل الشكعة، وحكمت المصري، وحمدي كنعان، وهاشم الجيوسي، إلى زيارة عمّان، حيث قدموا القرارات إلى الملك الأردني، الذي رحّب بهم، وقال: سيتم كلُّ شئ كما تريدون - بإذن الله - واجتمع مجلس الأمة الأردني، واتخذ قراراً، يوافق على قرارات مؤتمرَي أريحا ونابلس. وكان الأردن يعترض على كل اجتماع للجامعة العربية، يحضره مندوب عن "حكومة عموم فلسطين". وطالبت مصر بطرد الأردن من الجامعة العربية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال