عمارة المساجد ومكانتها بين المنشآت المعمارية العربية.. قطعة مربعة من الأرض يحيط بها سور أو خندق سقفها تحمله أعمدة من جذوع النخل أو أعمدة منقولة من مباني أخرى

المسجد لفظة إسلامية لم تكن معروفة قبل ظهور الإسلام فالاسم والمسمى به قد جاءا مع ظهور الإسلام فالمسجد هو كل مكان يسجد ويتعبد فيه. إذن فهي الكلمة التي استخدمت للدلالة على أماكن العبادة الإسلامية في البداية.
قال الزجاج "كل موضع يتعبد فيه فهو مسجد ألا ترى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" ثم قيل: "المسجد الجامع ومسجد الجماعة والمسجد الأعظم" ثم ظهور لفظ الجامع وهو صفة للمسجد وإنما وصف بذلك لأنه علامة الاجتماع(). وكان بكل مدينة مسجد جامع واحد أي تقام فيه صلاة الجمعة فكان كل جامع مسجدا "ولم يكن كل مسجد جامعا" ومع ازدياد عدد سكان المدينة واتساع مساحتها احتاج الأمر إلى إقامة أكثر من مسجد جامع ونستطيع تحديد ميلاد كلمة جامع في مصر تقريبا سنة 485هـ أي زمن الفاطميين إذ وردت في اللوحة التأسيسية لمسجد المقياس الذي عفت آثاره اليوم.
ويحتل المسجد مكانة سامية بين المنشآت المعمارية العربية وقد لا يكون من المبالغة القول بأن عمارة المسجد هي الأساس الذي قامت عليه عمارة المنشآت الأخرى وإن كانت عمارة المسجد قد بدأت بسيطة بعيدة عن التكلف والتعقيد إذ أن المساجد الأولى كانت عبارة عن قطعة مربعة من الأرض يحيط بها سور أو خندق وكان سقفها تحمله أعمدة من جذوع النخل أو أعمدة منقولة من مباني أخرى كما في الجامع الكبير بصنعاء حوالي (6هـ) ومسجد البـصرة (14هـ) ومسجد الكوفة (17هـ) ومسجد عمرو بن العاص (21هـ) وقد أصبح المسجد النبوي بتخطيطه ذي الصحن وظله القبلة مع الأروقة الأخرى نموذجا يحتذى بواسطة الأجيال المتعاقبة من المعماريين العرب في شرق العالم الإسلامي وغربه مع إضافة بعض التعديلات التي أخذت من الطراز المحلية في كل إقليم إلى أن ظهر التخطيط الإيواني الذي صاحب نشأة المدرسة والذي يتكون من صحن مكشوف يحيط به أربعة إيوانات متقابلة حيث أصبح الطرازان معا يعتمدان كنواة لبناء المساجد من القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي.
ثم ظهر الطراز الثالث الذي يتكون من قسمين بيت الصلاة الذي تعلوه قبة ضخمة تحيط بها أنصاف قباب والقسم الثاني عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أروقة وقد ظهر هذا الطراز منذ النصف الثاني للقرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال