يقينًا.. لقد كان حتمًا فى "البلد الحرام" أن تنمو الحاسة الأخلاقية وأن تتخذ مظهرها الواضح فى صورة الاتجاه نحو الفضيلة.. كما كان حتماً أن ينبثق الشعور بالواجب.. نحو النفس ونحو الغير، وأن يتخذ مظهره الواضح فى صورة الاتجاه نحو الخير.. ففى "البلد الحرام" كان حتمًا أن يبطل الظلم ويقوم الحق وفى "البلد الحرام" كان حتمًا أن تحارب النفس الغرائز وأن تعلوا عليها بسلطانها، ولهذا كان التاريخ الأخلاقى فى هذا العصر تاريخ وصل الأرحام والعون على نوائب الحق وإكرام الضيف إلى غير هذه المبادئ مما يحتويه قاموس القيم الأخلاقية من مبادئ.. كما أن الناحية الإنسانية قد برزت بروزًا واضحًا كان من أبسط معالمها عدم إيذاء.. أى كائن حي.. حتى الوحش والحيوان إذا كان "بالبيت" يلوذ وللسبب رفت على الوادى هدأة من الطمأنينة وضحت آثارها غداة استعادت جرهم الحكم للوادى ومحل نابت من أبناء إسماعيل حل مضاض بن عمرو الجرهمى الذى قد ولى "البيت" وهو يقول:
ونحـــن ولّــــــينا البيـت بعــد نــابت *** نطـــوف بـذلك البيت والخـــبر حاضر
الحال كان حال الوادى غداة استعادت جرهم الحكم السياسى فيه وقبضت قبضة قحطان على مفتاح "البيت" فللبيت فى العهد الجرهمى الآخر قد أصبح مفتاحاً وعنه توارث العرب الرواية القائلة بأن "تُبعًا"، أحـد ملوك اليمن، قـدم مكة فطاف بالبيت وأقـام
أيام ينحر فيها للناس ويطعم أهل مكة ويسقيهم "العسل المصفى" وأنه قبل أن يعود إلى بلاده
كسا البيت بالملاء والوصائل، أى البرود اليمنية، وفى ذلك يروون له شعراً يقول:
وكــســــونا البيت الــذى حـــــرم الله
فأقـمـــــــــنا بــه من لشــهـر عـشــراً *** مــــــــلاء منضـــــداً وبــــــــــــروداً
وجـــعــــلنا لبــــــابــه إقـلـيـــــــــــدا
وتسترسل القصة وتقول بأنّ "تبعًا" أوصى "بالبيت" ولاته من جرهم وأمرهم بتطهيره وإلا يقربه دمًا ولا ميلاثًا جعل لبابه مفتوحًا هو هذا الذى ما امتلكته جرهم إلا ودان تماماً لجرهم ملك مكة بينما كانت يد الزمن تنثر أبناء إسماعيل فى أرجاء البوادى وتكونهم قبائل وتسطر بهم فى السجل الدينى لوناً من التفكير جديد سجل: نشأة الأوثان.
ونحـــن ولّــــــينا البيـت بعــد نــابت *** نطـــوف بـذلك البيت والخـــبر حاضر
الحال كان حال الوادى غداة استعادت جرهم الحكم السياسى فيه وقبضت قبضة قحطان على مفتاح "البيت" فللبيت فى العهد الجرهمى الآخر قد أصبح مفتاحاً وعنه توارث العرب الرواية القائلة بأن "تُبعًا"، أحـد ملوك اليمن، قـدم مكة فطاف بالبيت وأقـام
أيام ينحر فيها للناس ويطعم أهل مكة ويسقيهم "العسل المصفى" وأنه قبل أن يعود إلى بلاده
كسا البيت بالملاء والوصائل، أى البرود اليمنية، وفى ذلك يروون له شعراً يقول:
وكــســــونا البيت الــذى حـــــرم الله
فأقـمـــــــــنا بــه من لشــهـر عـشــراً *** مــــــــلاء منضـــــداً وبــــــــــــروداً
وجـــعــــلنا لبــــــابــه إقـلـيـــــــــــدا
وتسترسل القصة وتقول بأنّ "تبعًا" أوصى "بالبيت" ولاته من جرهم وأمرهم بتطهيره وإلا يقربه دمًا ولا ميلاثًا جعل لبابه مفتوحًا هو هذا الذى ما امتلكته جرهم إلا ودان تماماً لجرهم ملك مكة بينما كانت يد الزمن تنثر أبناء إسماعيل فى أرجاء البوادى وتكونهم قبائل وتسطر بهم فى السجل الدينى لوناً من التفكير جديد سجل: نشأة الأوثان.
ليست هناك تعليقات