مطار القرضابية الدولي (مطار سرت الدولي): الأهمية والتاريخ والتطوير
يُعد مطار القرضابية الدولي، المعروف أيضًا باسم مطار سرت الدولي أو قاعدة القرضابية الجوية، من المرافق الجوية الاستراتيجية في ليبيا، نظرًا لموقعه المحوري في قلب البلاد بالقرب من مدينة سرت الساحلية. للمطار أهمية مزدوجة كونه يجمع بين الاستخدام المدني كمنفذ دولي وبين كونه قاعدة جوية عسكرية.
1. الموقع والأهمية الاستراتيجية:
- الموقع: يقع المطار على مسافة حوالي 15 إلى 20 كيلومترًا جنوب مدينة سرت الليبية.
الرمز الدولي:
- إياتا (IATA): SRX
- إيكاو (ICAO): HLGD
- الأهمية الجغرافية: يمنحه موقعه في المنطقة الوسطى من ليبيا أهمية قصوى كحلقة وصل تربط بين شرق البلاد وغربها وجنوبها. هذا الموقع يجعله مركزًا لوجستيًا حيويًا ونقطة انطلاق محتملة للرحلات الداخلية والإقليمية.
- الطبيعة المزدوجة: يُستخدم المطار كقاعدة جوية عسكرية تابعة للقوات الجوية الليبية، بالإضافة إلى استخدامه كمطار مدني دولي.
2. التاريخ والاستخدام السابق:
- الاستخدام المدني: قبل عام 2011، كان مطار سرت يعمل كمنفذ جوي قادر على استقبال الطائرات المدنية الكبيرة. وقد استضاف رحلات داخلية (مثل طرابلس وبنغازي) ورحلات دولية محدودة (مثل تونس العاصمة)، وتحديداً خلال استضافة سرت لفعاليات كبرى مثل قمة الاتحاد الإفريقي عام 2009.
- الأحداث الكبرى (ما بعد 2011): تعرض المطار لأضرار جسيمة واضطراب في التشغيل نتيجة للصراعات التي مرت بها المنطقة:
- كان المطار مسرحًا للقتال خلال معركة سرت في سبتمبر 2011، وكان من أوائل المواقع التي سيطرت عليها القوات المعارضة للنظام السابق.
- كما تعرض لأضرار إضافية خلال حرب تحرير سرت من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي في عام 2016.
- أدت هذه الصراعات إلى توقف شبه كامل لعمليات المطار المدنية منذ عام 2011.
3. مرافق المطار الرئيسية:
رغم تعرضه للتخريب، يضم المطار مرافق أساسية تجعله قابلاً للتشغيل بعد الصيانة:
- المهابط (Runways): يضم المطار مهبطين (مدرجين) أو أكثر، أحدهما رئيسي بطول كبير، وهو ما يسمح باستقبال مختلف أنواع الطائرات المدنية والعسكرية.
- صالة الركاب (Terminal): يشتمل المطار على صالة رئيسية (تيرمنال) تم تصميمها لاستقبال القادمين والمغادرين، بالإضافة إلى مكاتب الإدارة والمرافق الأمنية (مثل مركز الشرطة وإدارة المنفذ).
- البنية التحتية الجوية: يضم شبكة من طرق التاكسي (Taxiways)، وساحات اصطفاف (Aprons)، وحظائر للطائرات، ومرافق للصيانة والتخزين، وهي الأجزاء التي تضررت بشدة وتحتاج إلى تأهيل شامل.
4. جهود إعادة التأهيل والتطوير (مشاريع 2023 - 2025):
شهد المطار في السنوات الأخيرة جهوداً مكثفة لإعادة تأهيله وتطويره بالكامل، نظرًا لأهميته الاستراتيجية في دعم الاستقرار الاقتصادي والأمني:
- مشروع التطوير الشامل: تم إطلاق مشروع كبير لتطوير المطار، يشمل إعادة صيانة وتجهيز كافة المرافق التي تضررت.
- مرافق حديثة: شملت الأعمال إنشاء صالات جديدة للمسافرين وتجهيزها بالمواصفات الفنية الحديثة، بما يتماشى مع المعايير الدولية لمنظمات الطيران مثل الإيكاو (ICAO) لضمان السلامة واعتماد المطار دولياً.
- افتتاح تجريبي: بعد غياب طويل، بدأت تظهر بوادر عودة الحياة للمطار مع إعلان الجهات المختصة في أواخر عام 2025 (تواريخ قريبة من أكتوبر 2025 في بعض التقارير) عن استقبال أولى الرحلات التجريبية القادمة من مطاري طرابلس وبنغازي، مما يمثل نقطة تحول كبرى.
- الأثر المتوقع: من المتوقع أن يلعب المطار بعد إعادة تشغيله بشكل كامل دوراً محورياً في:
- ربط المنطقتين الشرقية والغربية من ليبيا بشكل فعال.
- تعزيز مكانة سرت كمركز استراتيجي على خريطة النقل الإقليمية.
- تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية في المنطقة الوسطى.
ملحوظة:
يُشار إلى المطار بأسماء مختلفة (القرضابية، سرت، خليج سرت)، لكنها تشير جميعها إلى نفس الموقع، حيث "القرضابية" هو الاسم التقليدي للقاعدة/المطار، و "سرت الدولي" هو الاسم الذي يُستخدم في سياق الطيران المدني والتطوير الأخير.