أكبر المناطق الصناعية في إسرائيل:
تُعد المناطق الصناعية في إسرائيل ركيزة أساسية للاقتصاد، حيث تطورت من صناعات تقليدية في بداياتها إلى مراكز عالمية متقدمة في مجالات التكنولوجيا الحيوية، البرمجيات، الصناعات العسكرية، والألماس. وتتوزع هذه المناطق استراتيجياً لخدمة أهداف اقتصادية وسياسية، مع تركيز مكثف في منطقة المركز (غوش دان) والمناطق الشمالية والجنوبية.
فيما يلي استعراض مفصل لأكبر وأبرز هذه المناطق الصناعية وتخصصاتها:
1. منطقة "متام" (Matam Park) - حيفا:
تُعتبر "متام" أقدم وأكبر حديقة تكنولوجية وصناعية في إسرائيل، وتقع عند المدخل الجنوبي لمدينة حيفا.
- التخصص: تركز بشكل كلي تقريباً على التقنيات العالية (High-Tech).
- الأهمية: تضم مقرات ومراكز أبحاث وتطوير لشركات عالمية كبرى مثل "إنتل"، "مايكروسوفت"، "جوجل"، و"آبل".
- البنية التحتية: تتميز بقربها من معهد "التخنيون" وجامعة حيفا، مما يوفر لها مورداً بشرياً من المهندسين والعلماء، وتضم مرافق لوجستية متطورة تخدم آلاف الموظفين.
2. منطقة "كريات غات" الصناعية (Kiryat Gat):
تقع في جنوب البلاد وتعد من أهم القلاع الصناعية بفضل الاستثمارات الضخمة التي استقطبتها.
- التخصص: تشتهر بكونها مركزاً لصناعة أشباه الموصلات (Semiconductors).
- أبرز المنشآت: تحتضن المصنع الضخم لشركة "إنتل" (Fab 28)، والذي يُعد أحد أكثر المصانع تقدماً في العالم.
- الأثر الاقتصادي: تسهم هذه المنطقة بنسبة كبيرة من الصادرات الصناعية الإسرائيلية، وتوفر آلاف فرص العمل لسكان المناطق الجنوبية.
3. منطقة "رعنانا" و "هرتسيليا" (Herzliya Pituach):
تُعرف هذه المناطق بأنها "سيليكون فالي" إسرائيل، حيث تتركز فيها الاستثمارات النوعية.
- التخصص: تطوير البرمجيات، الأمن السيبراني، والشركات الناشئة (Startups).
- الشركات: تضم مكاتب لشركات مثل "أوراكل"، "مايكروسوفت"، وشركات الاتصالات الكبرى.
- الطابع: تمتاز بطابع حديث جداً، حيث تدمج بين المكاتب الإدارية الفاخرة والمختبرات التقنية، وهي المركز المفضل لشركات رأس المال المغامر.
4. منطقة "ناؤوت حوفاف" (Ne'ot Hovav) - النقب:
تُعرف سابقاً باسم "رمات حوفاف"، وهي المركز الرئيسي للصناعات الثقيلة والكيميائية.
- التخصص: الصناعات الكيميائية، المبيدات الحشرية، الأدوية، ومعالجة النفايات الخطرة.
- الأهمية: تضم مصانع شركة "تيفا" للأدوية (Teva) وشركة "إسرائيل للكيماويات".
- التحديات: نظراً لطبيعة نشاطها، تخضع لرقابة بيئية صارمة جداً بسبب قربها من التجمعات السكانية في النقب.
5. منطقة "بركان" الصناعية (Barkan):
هي واحدة من أكبر المناطق الصناعية الموجودة في المستوطنات بالضفة الغربية.
- التخصص: صناعات متنوعة تشمل البلاستيك، المعادن، الغذاء، والمنسوجات.
- الوضع القانوني: تثير هذه المنطقة جدلاً دولياً واسعاً كونها مقامة على أراضٍ محتلة، وتتعرض لحملات مقاطعة دولية (BDS). ومع ذلك، تضم مئات المصانع التي تصدر منتجاتها للخارج.
6. منطقة "قيسارية" الصناعية (Caesarea Business Park):
تتميز بتنظيمها العالي وموقعها الاستراتيجي بين تل أبيب وحيفا.
- التخصص: تجمع بين التكنولوجيا العالية، الأجهزة الطبية، والصناعات التقليدية النظيفة.
- الميزة: تُدار من قبل شركة خاصة (مؤسسة إدموند دي روتشيلد)، وتعتبر من أكثر المناطق الصناعية جذباً بسبب جودة الحياة المهنية والخدمات المتكاملة التي توفرها للشركات.
7. منطقة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) - اللد:
تتركز حول مطار بن غوريون وتُعد مدينة صناعية قائمة بذاتها.
- التخصص: صناعة الطيران، الدفاع، الصواريخ، والأقمار الصناعية.
- الأهمية الاستراتيجية: هي مركز الثقل في الصناعات العسكرية الإسرائيلية، حيث يتم فيها تطوير وتصنيع أنظمة الدفاع الجوي والطائرات بدون طيار.
سمات عامة للمناطق الصناعية في إسرائيل
تعتمد هذه المناطق على استراتيجية "العناقيد الصناعية" (Clusters)، حيث تتجمع الشركات ذات التخصصات المتقاربة في مكان واحد لتبادل الخبرات وتسهيل اللوجستيات. كما ترتبط معظم هذه المناطق بشبكة طرق سريعة وخطوط سكك حديدية لتسهيل وصول العمال ونقل البضائع إلى الموانئ (حيفا وأشدود).