عبد المجيد الزنداني وتأسيس جامعة الإيمان: مؤسسة تعليمية شرعية تسعى للعالمية ومنهج ديني متشدد، في ظل اتهامات دولية بصلات القاعدة ودوره كشريك مؤسس لحزب الإصلاح اليمني

جامعة الإيمان في صنعاء – النشأة، الهوية، والجدل

تُعد جامعة الإيمان، التي تأسست في العاصمة اليمنية صنعاء عام 1993م، واحدة من أبرز المؤسسات الدينية والأكاديمية في اليمن، والتي أثارت جدلاً واسعًا نظراً لنهجها وتاريخ مؤسسها. تتبنى الجامعة منهجًا دينيًا يُوصف بأنه ذو توجه وهابي، مما يحدد طبيعة الدراسات الشرعية والفكرية التي تقدمها.


1. التأسيس والقيادة: الجذور الفكرية والسياسية

كانت الجامعة ثمرة جهود الشيخ عبد المجيد الزنداني، الذي أسسها بهدف إنشاء صرح تعليمي متخصص في العلوم الشرعية. لكن المؤسس لا يُعرف بدوره الأكاديمي فقط؛ بل إن شخصيته مثيرة للجدل وتحمل أبعادًا سياسية ودولية:

  • الاتهامات الدولية: يواجه الزنداني منذ عام 2004 اتهامات من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بتقديم الدعم لشبكة "القاعدة"، وقد صُنِّف على قائمة الأفراد الذين يُعتقد أن لهم علاقة بالإرهاب.
  • المرجعية الدينية: وبحسب تقارير إعلامية دولية، مثل تلك التي نشرتها جريدة نيويورك تايمز، فقد كان الزنداني يُعتبر مرجعاً دينيًا لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.
  • الدور السياسي: بالإضافة إلى نشاطه الديني، يُعد الزنداني أحد الشركاء المؤسسين لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو القوة السياسية والدينية الرئيسية ذات التوجه الإسلامي في المشهد السياسي اليمني.


2. الهيكل الطلابي والرعاية الاجتماعية المتميزة:

تتميز جامعة الإيمان بحجمها الطلابي الكبير وبنظام رعاية فريد يهدف إلى تفرغ طلابها بشكل كامل للعلم.

  • الحجم الطلابي: يقدر العدد الإجمالي لطلاب الجامعة بنحو 4000 طالب وطالبة.
  • برامج الرعاية الشاملة: تتكفل الجامعة بتوفير كافة الاحتياجات الأساسية للطلاب لضمان تركيزهم على تحصيل العلم دون الانشغال بأمور المعيشة. ويشمل ذلك:

  1. توفير الأكل والسكن لجميع الطلاب غير المتزوجين.
  2. توفير السكن للطلاب المتزوجين وعائلاتهم.


3. التوجه العالمي واستقبال الطلاب الأجانب:

تسعى الجامعة إلى العالمية وتستقبل الطلاب من مختلف الجنسيات، مما يجعلها مركزًا إقليميًا وعالميًا للراغبين في دراسة العلوم الشرعية وفقًا لمنهجها.

  • استقبال الجنسيات العالمية: تستقبل الجامعة طلابًا من كافة الجنسيات العالمية وتقدم لهم رعاية خاصة.
  • برامج اللغة العربية: يوجد قسم خاص مكرس لتعليم اللغة العربية للأجانب باستخدام طرق حديثة وفعالة تساعدهم على إتقان اللغة بسرعة، وهو أمر ضروري لفهم النصوص الشرعية.

4. الاعتراف الأكاديمي والأهداف التعليمية:

على الرغم من طبيعتها الدينية والجدل المحيط بمؤسسها، إلا أن الجامعة تسعى إلى ترسيخ مكانتها الأكاديمية والاعتراف بشهاداتها على المستوى الإقليمي والدولي.

  • الاعتراف الإقليمي: الجامعة عضو في اتحاد الجامعات العربية، وهو ما يعزز شرعيتها ويمنح شهاداتها اعترافًا واسعًا في الدول العربية.
  • الهدف التربوي: يتمحور الهدف الأساسي للجامعة حول تخريج العالم بدينه العارف بعصره، الورع التقي من الجنسين. بمعنى آخر، تسعى إلى تخريج علماء دين يجمعون بين التقوى والتمكن الشرعي وفهم مستجدات العصر.
  • الشهادات: تمنح الجامعة لطلابها الناجحين الشهادات العلمية والإجازات في تخصصات العلوم الشرعية.


5. نظام الدراسة وضوابط الاختلاط:

تعتمد الجامعة على ضوابط صارمة فيما يتعلق بالفصل بين الجنسين بما يتوافق مع نهجها الديني.

  • الفصل بين الجنسين: تقوم الجامعة بفصل الطالبات عن الطلاب بشكل تام في الفصول الدراسية والمرافق.
  • نقل المحاضرات: لضمان وصول المادة العلمية إلى الطالبات مع الالتزام بالفصل، يتم نقل المحاضرات عبر دوائر تلفزيونية مغلقة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال