خريجو جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: أيقونات القيادة في المملكة والمنطقة
تؤكد مسيرة خريجي وأساتذة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (KFUPM) على الدور المحوري للجامعة كحاضنة للقيادات الهندسية والتقنية والسياسية والفكرية في المملكة العربية السعودية والمنطقة. تتنوع إسهامات هذه النخبة لتشمل أعلى المناصب الوزارية، وقيادة المشاريع العملاقة، والريادة في القطاع المالي والدعوي.
أولاً: رواد الحكومة والسياسة
برز من خريجي الجامعة عدد من الشخصيات التي تولت مسؤولية رسم السياسات التنموية وإدارة المرافق الحيوية على المستويين الوطني والإقليمي:
- الدكتور محمد بن إبراهيم السويل: مثال بارز للقائد التقني الذي تحول إلى مسؤول حكومي رفيع. حصل على بكالوريوس الهندسة العامة (النظم) من الجامعة عام 1972. شغل منصب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (KACST) لفترة طويلة، ثم تولى حقيبة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات سابقًا، كما كان له دور استشاري وعضوية في مجالس إدارات حيوية مثل أرامكو السعودية.
- الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم: تخرج من الجامعة عام 1975 بدرجة البكالوريوس في الهندسة المدنية، ثم واصل دراساته العليا في جامعات عالمية. تقلد مناصب رفيعة كان أهمها وزير الزراعة في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى عمله الأكاديمي السابق في كلية الهندسة وكونه محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة.
- المهندس إبراهيم بن محمد الخليل: خدم في القطاع البلدي كقائد تنفيذي، حيث شغل منصب أمين منطقة عسير، مما يوضح مساهمة خريجي الهندسة في تطوير البنية التحتية والخدمات الحضرية.
- المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل: خريج الهندسة المدنية بمرتبة شرف عام 1978. شغل منصب أمين منطقة الرياض، وله إسهامات عالمية في مجال الطرق والنقل، حيث ترأس الاتحاد الدولي للطرق (ومقره واشنطن)، وتم تعيينه رئيسًا فخريًا مدى الحياة للاتحاد نظير إنجازاته.
- غازي مشعل عجيل الياور: يمثل البعد الإقليمي لتأثير الجامعة. حصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1986. تولى لاحقاً منصب رئيس الحكومة العراقية المؤقتة (2004-2005) بعد غزو العراق، ونائباً لرئيس الجمهورية بعد ذلك، مما يجعله أحد أبرز الخريجين على الساحة السياسية الدولية.
- الدكتور أبو بكر بن أحمد باقادر: شغل منصب وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدولية، مبرزاً التنوع في مجالات خريجي الجامعة نحو الدبلوماسية الثقافية.
ثانياً: أيقونات القطاع التنفيذي والمالي
في قطاع الأعمال والصناعة، يقود خريجو جامعة الملك فهد عددًا من أكبر الشركات والمشاريع في المنطقة:
- الأستاذ نظمي النصر: تخرج عام 1978 في الهندسة الكيميائية. يعتبر من القادة التنفيذيين أصحاب الخبرة الممتدة لأكثر من 45 عامًا، أمضى جزءًا كبيرًا منها في شركة أرامكو السعودية (حيث قاد برامج تطوير حقل الشيبة وشبكة الغاز الرئيسية). كما قاد لاحقًا مشاريع عملاقة بصفته الرئيس التنفيذي لمشروع نيوم، وعمل نائبًا للرئيس التنفيذي للشؤون الإدارية والمالية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST).
- الأستاذ سعيد بن محمد الغامدي: خريج كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي. شغل منصب الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي التجاري (قبل الاندماج)، وهو حالياً رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي السعودي، أحد أكبر المؤسسات المالية في المنطقة.
- المهندس خالد بن صالح المديفر: خريج الهندسة المدنية عام 1984. يعد من أبرز قادة قطاع التعدين، حيث تولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية (معادن)، وهو حالياً نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين.
- الدكتور محمد علي الطيب: خريج قاد فرق عمل دولية، حيث عمل رئيسًا لقسم خدمات البيانات في أوبك (منظمة الدول المصدرة للنفط) بين عامي 2000 و 2005.
ثالثاً: الأساتذة والدعاة والمؤثرون
لم يقتصر تأثير الجامعة على القطاعات التقنية والمالية؛ فقد تخرج منها وأسهم في التدريس فيها شخصيات فكرية ودعوية بارزة:
- الشيخ محمد بن صالح المنجد: الداعية الإسلامي المعروف والمشرف على مجموعة مواقع الإسلام، وهو أحد الخريجين الذين وجهوا دراستهم الهندسية لخدمة المجال الدعوي والفقهي.
- الشيخ خالد بن عبد الله المصلح: داعية معروف له إسهامات بارزة في الفقه والدعوة.
- الدكتور صدقي أحمد بوخمسين: عمل كأستاذ وخبير في مجال هندسة البترول، وشغل منصب رئيس قسم هندسة البترول في الجامعة، مساهماً في بناء الأجيال الجديدة.
- الدكتور عبد العزيز الصويان والدكتور سعد عبدالعزيز المبيض: أكاديميون بارزون في الجامعة أسهموا في إثراء البحث العلمي والتعليم الهندسي والتقني.
تعكس هذه القائمة التنوع الهائل في مسارات خريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مؤكدة على أن الجامعة هي نقطة انطلاق ليس فقط للتقنيين والمهندسين، بل أيضاً للقادة الذين يديرون عجلة التنمية في مختلف المجالات.