ساحة الشرفاء بالشماعية: الفضاء الشاسع وميدان الفروسية المخصص لتدريب الأمراء العلويين ومرافقيهم على مهارات القيادة الحربية

ساحة الشرفاء بالشماعية: فضاء تاريخي لتدريب الأمراء العلويين

تُعدّ ساحة الشرفاء في مدينة الشماعية معلمة جغرافية وتاريخية ذات أهمية خاصة، ارتبطت بشكل وثيق بمؤسسة مدرسة الأمراء العلويين الشهيرة.


الموقع والتحديد الجغرافي:

تقع ساحة الشرفاء في موقع استراتيجي بمدينة الشماعية، حيث تتميز بأنها:

  • فضاء شاسع ومفتوح: تمنح هذه المساحة الكبيرة الأريحية والقدرة على القيام بالأنشطة التدريبية التي تتطلب حيزاً واسعاً.
  • المجاورة لمدرسة الأمراء: تتخذ الساحة موقعها تحديداً إلى الجهة الغربية من مدرسة الأمراء، مما يشير إلى العلاقة الوظيفية والتكاملية بين المؤسستين.
  • المحور الطرقي: تمتد الساحة في الاتجاه المؤدي إلى السوق الأسبوعي المعروف باسم (خميس زيما)، مما يربطها بنبض الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.


الوظيفة التاريخية: مركز لمهارات القيادة

لم تكن ساحة الشرفاء مجرد مساحة خالية، بل كانت ميداناً حيوياً ضمن البرنامج التعليمي للأمراء العلويين ومرافقيهم، حيث خُصّصت تحديداً لـ:

  • تدريب الفروسية: كانت الوظيفة الأساسية للساحة هي توفير مكان ملائم ومجهز لتدريب الأمراء على مهارة الفروسية، وهي مهارة أساسية للقيادة والجاهزية العسكرية في ذلك العصر. كان يتم التركيز على إتقان فنون ركوب الخيل والتحكم فيها.
  • التدريب العسكري: إلى جانب الفروسية، كانت مثل هذه الساحات تُستخدم لتدريب الأمراء على الرماية وفنون الحرب المختلفة، بهدف بناء شخصية قوية ومؤهلة لتدبير شؤون الدولة، كما كانت غاية تأسيس مدرسة الأمراء.
  • جدول زمني محدد: كان التدريب يتم بانتظام وفق استعمال زمن صارم ومخصص للأمراء، حيث كانت حصص التدريب تقام بشكل دوري وثابت كل يوم خميس من الأسبوع. هذا الانتظام يؤكد على أهمية هذه الحصص في مسار تكوينهم.

خلاصة:

إن ساحة الشرفاء بالشماعية هي جزء لا يتجزأ من تراث مدرسة الأمراء، تمثل امتداداً عملياً للمنهج التعليمي النظري، إذ تحولت من فضاء جغرافي إلى معلمة وظيفية رائدة في إعداد النخبة الحاكمة للدولة العلوية عبر تدريبهم على مهارات القيادة والفروسية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال