مدينة اليوسفية.. مرافق صحية تفتقر إلى الضروريات. ملعب الفوسفاط. إغلاق السينما الحمراء. حديقة واحدة تابعة للمكتب الشريف للفوسفاط



بالنسبة للمرافق الصحية، فإنها في حكم المعدوم، مادام أن قليلها الموجود بالمدينة لا يفي بحاجيات السكان ولا يلبي أبسط الضروريات، في وقت لازالت مصحة الفوسفاط مغلقة مذن سنوات في وجه العمال والمتقاعدين وعموم المواطنين، حيث كانت هذه المصحة أيام اشتغالها المتنفس الوحيد للسكان الذي يخفف عنهم معاناتهم مع الأمراض.
أما المستشفى الوحيد بالمدينة والتابع لوزارة الصحة والذي تم بناؤه مؤخرا فهو غير كاف لسد حاجيات السكان والقرى المجاورة، ويعاني المواطنون باليوسفية من تدهور خدماته.
جانب آخر يتعلق بالرياضة والترفيه، يكشف مرافقنا عنه قائلا بيقين تام، «إن الرياضة بالمدينة شبه منعدمة»، فلا يوجد ملعب لكرة القدم يليق بمقام المدينة باستثناء ملعب الفوسفاط.
كما لا يوجد إلا مسبح واحد، ولا وجود إلا لسينما وحيدة هي السينما «الحمراء» والتي يرجع بناؤها إلى العقود الماضية، ومغلقة منذ عدة أعوام لأسباب مجهولة، ولا توجد إلا حديقة واحدة تابعة للمكتب الشريف للفوسفاط.
فالخلاصة التي خرجنا بها من زيارتنا لمدينة اليوسفية، هي أنه لا وجود لبنية حقيقية اقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية، تليق بمقام المدينة كمدينة فوسفاطية شاءت الأقدار أن تظل تحت التهميش لعقود طويلة، فلا كليات لمتابعة الدراسة ولا معامل ولا استثمارات لتشغيل الشباب الذي اختار أكثره قوارب الموت على البقاء ضحية البطالة، هذا في غياب إعطاء إدارة الفوسفاط الأولوية في التشغيل لأبناء المنطقة.
كلها أسباب وغيرها كثير، ساهمت في تردي الأوضاع الاجتماعية والمادية والنفسية لساكنة اليوسفية، وساهمت في ارتفاع معدل الفقر والبطالة، وجل من أحيلوا على التقاعد غادروا المدينة إلى مدن أخرى مجاورة، بعد أن يئسوا من تغير الأحوال إلى أفضل وطال عليهم الأمد دون طائل لكي يتحرك المسؤولون المحليون أو الحكومة لإصلاح أوضاع المدينة.
وعندما انتقلنا إلى القريتين المجاورتين لليوسفية تبين لنا أنهما لا تمتان إلى عالمنا بصلة، فأحوال السكان والمنازل والأزقة تعود إلى ما قبل التاريخ. فمن يتحمل المسؤولية يا ترى؟
مدينة اليوسفية الغنية بثرواتها الباطنية، الفقيرة نتيجة إهمالها من طرف المسؤولين، أصبحت مدينة المتقاعدين الذين لم يسعفهم الحظ لمغادرتها، ومدينة الفقراء والمتسولوين، ومدينة التهميش المتعمد.
فيتساءل مواطنو هذه المدينة المنكوبة عن نصيب مدينتهم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ونصيبهم من عائدات الفوسفاط، ونصيبهم من المشاريع والبرامج التي تم التوقيع عليها مؤخرا ببن جرير والتي استفادت كل من خريبكة وبن جرير بنصيب الأسد منها.
أسئلة كثيرة يطرحها سكان هذه المدينة، بعد أن صرح المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط لجريدة «ليكونوميست» مؤخرا عن استفادة خريبكة وبن جرير من مشروعي المنجم الأخضر والمدينة الخضراء، دون أن يأتي على ذكر اليوسفية التي يشعر سكانها أنه حكم عليهم مرة أخرى بالتهميش.
 إن الكرة إذن تبقى في ملعب إدارة الفوسفاط، والأيام كفيلة بالجواب عن كل الأسئلة والانتظارات والمطالب التي رفعها سكان اليوسفية في وجهه الحكومة والمسؤولين المحليين.


مواضيع قد تفيدك: