العلاقة بين قبيلة أحمر والسلطة المركزية في المغرب:
مقدمة:
تميزت قبيلة أحمر، إلى جانب مهاراتها في فن القنص بالصقر، بنشاطها العلمي الملحوظ. وقد لعبت زاوية سيدي بوطيب، مركزها الديني والثقافي، دورًا هامًا في تعزيز هذا النشاط العلمي.
العلاقة مع السلاطين العلويين:
حظيت منطقة أحمر عمومًا، وزاوية سيدي بوطيب على وجه الخصوص، بتقدير كبير من قبل السلاطين العلويين، الذين أصدروا ظهائر ملكية تؤكد على احترام وتوقير شيوخ الزاوية.
أمثلة على الظهائر الملكية:
- الظهير الأول: صادر عن السلطان العلوي المولى عبد الرحمن بن هشام عام 1263هـ.
- الظهير الثاني: صادر عن السلطان العلوي محمد بن عبد الرحمن عام 1270هـ.
- الظهير الثالث: صادر عن السلطان العلوي الحسن بن محمد بن عبد الرحمن عام 1279هـ.
- الظهير الرابع: صادر عن السلطان العلوي المولى عبد العزيز بن الحسن عام 1308هـ.
محتوى الظهائر الملكية:
- تأكيد التوقير والاحترام: تنص هذه الظهائر على ضرورة احترام وتوقير الزاوية ودعمها وتشجيعها على مواصلة نشاطها العلمي.
- الحماية من التعسفات: تضمن الظهائر حماية الزاوية من التعسفات الضرائبية والإتاوات، والإعانات، وأعمال السخرة.
مثال على الاستغلال الاستعماري:
- أحمد بن الهندة: خلال فترة الأربعينيات من القرن العشرين، استغل أحد العملاء للاستعمار، يدعى أحمد بن الهندة الملقب بالإسكندر، سكان منطقة أحمر، بما في ذلك زاوية سيدي بوطيب، في القيام ببعض الأعمال لصالح المخزن مجانًا وإكراهًا.
- أعمال السخرة: تضمنت هذه الأعمال العمل في ملاحات زيمة بناحية الشماعية، والعمل في حقول القواد وذوي الجاه أثناء فترات الحرث والحصاد، وبعض المناسبات الأخرى.
الخلاصة:
تميزت العلاقة بين قبيلة أحمر والسلطة المركزية في المغرب بالاحترام المتبادل والتعاون.
- الطاعة والولاء: أظهرت الزاوية وسكانها طاعة وولاءً تامًا للعرش العلوي.
- الدعم الملكي: منحت السلاطين العلويين الزاوية وسكانها دعمًا ماديًا ومعنويًا من خلال الظهائر الملكية.
- الحماية من الاستغلال: ساعدت هذه الظهائر على حماية الزاوية من الاستغلال، خاصة خلال فترة الاستعمار الفرنسي.
ملاحظة:
- تُعد زاوية سيدي بوطيب مثالاً على دور الزوايا في تعزيز النشاط العلمي والثقافي في المغرب.
- تُظهر العلاقة بين قبيلة أحمر والسلطة المركزية أهمية التعاون بين مختلف مكونات المجتمع المغربي.