الالتواءات النهرية
Meanders
تطلق ضفة الانها الملتوية على الانهار التي تجري فوق سهول فيضية عريضة ولها مجار متعرجة وقد اخذت لها الاسم من نهر مياندر Meander في تركيا اي تمثل فيه هذه الميزة بشكل واضح. وتظهر كل الانهار ميلاً واضحاً لتكوين الالتواءات بسبب ميلها الى تكوين تارجح متعاقب في جريانها من جانب الى ولا يكون لهذا التارجح مرتبطاً فقط وانما تجده واضحاً في تحرك الاجسام الكبيرة الاخرى كما يحصل ذلك عند حركة الهواء وتكوينه للتيارات النفاثة jet strea في الغلاف الجوي. او عند تحرك مياه المحيطات في بعض التيارات المحيطية كتيارا الخليج.
كان يعتقد سابقاً ان السبب الرئيسي في حدوث الالتواءات النهرية يمكن ارجاعه الى وجود العقبات التي تواجه النهر مما يجعله يدور او ينثني حولها مكوناً بداية الالتواء.
إلا أن الدراسة الحديثة اثبتت انه من الممكن اللألتواءات ان تتكون حتى في مجار نهرية مستقيمة وليس فيها اي من العقبات.
وقد اثبتت ذلك تجربة مختبرية حضرت في Imperial College في لندن، حيث مد مجرى مستقيم ومتجانس المواد. وكان جريان الماء فيه ثابتاً ومنتظماً.
وقد ظهرت بعد مضي وقت ليس بالطويل بعض المناطق الضحلة وبدأ يطور الدورات النهرية.
ويعتقد بعض الباحثين ان اختلاف سرعة تيار النهر خلال قطاعه وقلة تلك السرعة في الجهات القريبة من القاع مسؤول عن نشوء المناطق الضحكة التي سبق ذكرها قبل قليل.
وينتج عنها ايضاص حدوث تيار حلزوني يكون مسؤولاً عن تطور الالتواءات النهرية.
فعندما تتحرك الطبقات السفلى من المياه في النهر بسرعة اقل من الطبقات العليا يلحق الجريان السطحي بالجريان القاعي من الضفة المقعرة نحو الضفة المحدبة.
يربط بعض الباحثين بين سبب حدوث الالتواءات النهرية وبين طبيعة ونوعية المواد المكونة لقيعان المجاري النهرية حيث يؤدي وجود مواد رسوبية دقيقة مثل ذرات الغرين والطين وبعض الرمال الناعمة الى جعل المجررى النهري يميل الى التعرج والالتواء.
وفي حين اذا كانت مثل هذه المواد غير متوفرة بدرجة كافية على جوانب وقاع المجرى النهري فان ذلك المجرى يميل الى التمزق وينقسم الى عدة مجاري على قطاع عريض من السهل الفيضي ويطلق دراسة نموذجية لحالة 47 نهراً طموياً في السهول العظمى بالولايات المتحدة ان الالتواءات الكبيرة تكون مرتبطة بالانهار التي تتصف بتماسك حدود مجاريها.
ولقد بينت الدراسات الحديثة وجود ارتباط بين درجة التواء الانهار وبين نسبة حمولتها العالقة الى حمولتها القاعية. وافترض ان ظاهرة الالتواء النهري ربما تععود الى التغير في نسبة الحمولة القاعية العالقة نتيجة لقلة انحدار المجرى.
تتطور الالتواءات النهرية من جراء مواجهة الضفة المقعرة من النهر إلى تياره بصورة مستمرة حيث تستمر عملية التعرية عليها. ويحدث الترسيب على الجهة المعاكسة المحدبة بسبب الحركات الحلزونية للتعرية عليها.
ويحدث الترسيب على الجهة المعاكسة المحدبة بسبب الحركة الحلزونية لتيار الماء في الدورة النهرية. ويكبر حجم الالتواءات النهرية نتجية لاستمرار تلك العمليات.
وتتقارب اجزاء المجرى النهري الواقعة في بداية الدورة مع تلك التي تقع في نهايتها ولم يعد يفصلهما عن بعضهما الا عنق سهلي ضيق وتلتحم اجزاء النهر مع بعضها باستمرار عمليات النتح والترسب على جانبي هذا العنق ويعود النهر فيكون مجرى قريباً من الشكل المستقيم تاركاً دورته السابقة بشكل انشوطة نهرية متضلة بالمجرى النهري.
وتنقطع تلك الدورة عن النهر باستمرار عمليات الترسيب على ضفة النهر المواجهة لتلك الانشوطة مكونة دورات نهرية منقطعة لاتلبث ان تتحول الى بحيرات هلالية Ox-bow. تتزود هذه البحيرات بالمياه عن طريق الراشح او عن طريق مايردها من مياه اثناء الفيضان الذي يحدث في النهر المجاور او من مياه الامطار.
وتتناقص مساحة هذه البحيرات بصورة تدريجية نتيجة لامتلائها بالترسبات التي تأتي اليها خلال الفيضان أو من جراء ماتلقيه الرياح فيها من ارسابات مختلفة ونتيجة لتناقص المياه عن طريق التسرب والتبخر. وتتحول الى مناطق ضحلة تشغلها الحشائش والنباتات المسنقعية وتندمج هذه البحيرات بعد ذلك مع بقية مناطق السهل الفيضي.
هذا وتتحرك الالتواءات النهرية اثناء تطورها باتجاه اسفل النهر وذلك لان عملية التعرية تكون على اشدها في الجانب القريب من اعلى النهر من الضفة المقعرة في حين تتعاظم عملياً الترسيب النهري على الجهة القريبة من اسفل النهر من الضفة المحدبة.
تساهم الالتواءات في عملية تكوين وتسوية السهل الفيضي حيث يتبع تغير مواقع الالتواءات من مكان الى آخر فوق السهل الفيضي الى تغطية ذلك السهل بطبقة من الارسابات.
وتلعب الالتواءات دوراً مهماً في توسيع الوديان النهرية اذ تقترب بعض الثنيات النهرية من جانب الوادي النهري فيؤدي ذلك الى تعرض تلك الجوانب من الوادي الى التعرية النهرية وتراجعها الى الخلف.
وتكون هذه العملية واضحة في مرحلة النضج من مراحل تطور الوديان النهرية. وذلك لان سعة قيعان الوديان في هذه المرحلة تكون قريبة من سعة نطاق الالتواء النهرية.
حين يكون نطاق الالتواءات في الوديان النهرية التي في مرحلة الشيوخة اضيق بكثير من قيعان تلك الوديان ولذا لاتستطيع ان تؤدي هذا الدور في هذه المرحلة.
ويؤدي تغير مواقع الالتواءات النهررية المستمرة الى امكنية حدوث حالات اسرى نهري وذلك عندما يقوم النهر بازالة المرتفعات التي تفصله عن رافده فيحول قسم من منابع ذلك الرافد اليه تاركاً اياه نهراً ضئيلاً.
التسميات
جيومورفولوجيا