سكان ولاية تينيسي: الخصائص والديناميكيات
تتميز ولاية تينيسي حاليًا بكونها من الولايات الجاذبة للسكان، خاصة في منطقة الجنوب الشرقي للولايات المتحدة. هذا النمو ليس مجرد زيادة في الأرقام، بل يعكس تحولات هيكلية في التركيبة الديموغرافية والاجتماعية للولاية.
تفاصيل النمو السكاني وأسبابه:
يشهد النمو السكاني في تينيسي تسارعًا ملحوظًا، مدفوعًا بعاملين رئيسيين:
صافي الهجرة الداخلية والدولية:
- الهجرة الداخلية (من ولايات أمريكية أخرى): تُعد هذه القوة الدافعة الأهم. يجذب الاقتصاد القوي والمناسب في تينيسي، لا سيما في ناشفيل و مقاطعة ديفيدسون والمدن المحيطة بها (مثل فرانكلين وميرفريسبورو)، أعدادًا كبيرة من السكان من ولايات ذات تكلفة معيشة أعلى، مثل كاليفورنيا وإلينوي. كما أن التكاليف المعيشية الأقل (لا سيما السكن) ونظام الضرائب المواتي للولاية (عدم وجود ضريبة دخل على الأجور المكتسبة) يجعلانها مغرية للمتقاعدين والعائلات الشابة.
- الهجرة الدولية: تساهم أيضًا في النمو، حيث تستقطب المراكز الحضرية مهاجرين من دول مختلفة، مما يثري التنوع اللغوي والثقافي، ويساهم في زيادة القوى العاملة.
- الزيادة الطبيعية: على الرغم من أن معدلات الخصوبة في تينيسي تشبه المعدلات الوطنية، فإن الزيادة الطبيعية (الولادات مطروحًا منها الوفيات) تساهم باستمرار في النمو الإجمالي.
التوزيع والتحضر السكاني:
تُظهر تينيسي تباينًا حادًا في الكثافة بين المناطق الحضرية والريفية:
المناطق الحضرية الكبرى:
- ناشفيل ومترو الوسط: هي قلب النمو السكاني والاقتصادي. تشهد ضواحي ناشفيل، مثل مقاطعات روذرفورد و ويليامسون، بعضًا من أسرع معدلات النمو في الولاية، وتجذب استثمارات ضخمة في الرعاية الصحية، والموسيقى، والتكنولوجيا.
- ممفيس (غرب تينيسي): على الرغم من أنها ما زالت مركزًا ديموغرافيًا كبيرًا، فإن معدل النمو السكاني فيها أبطأ مقارنة بوسط تينيسي، وتواجه تحديات حضرية خاصة بها.
- نوكسفيل وتشاتانوغا (شرق تينيسي): تلعبان دورًا حيويًا كمراكز تعليمية وصناعية، وتجذبان السكان بفضل قربهما من جبال الآبالاش.
- المناطق الريفية: غالبًا ما تواجه هذه المناطق تحدي الهجرة الداخلية السلبية (انتقال السكان إلى المدن الكبرى)، مما يؤدي إلى شيخوخة سكانية وانخفاض في عدد السكان في بعض المقاطعات الريفية البعيدة.
التركيبة العرقية والإثنية التفصيلية:
تُعد التركيبة العرقية في تينيسي ديناميكية ومتغيرة:
- الأمريكيون من أصول أفريقية (السود): يتركزون تاريخيًا وجغرافيًا في غرب الولاية، وخاصة في ممفيس، وفي بعض الأحياء الداخلية في ناشفيل. يشكلون شريحة حيوية من القوى العاملة والحياة الثقافية.
- السكان اللاتينيون/الهسبان: هي الشريحة الأسرع نموًا بين المجموعات العرقية، لا سيما في المناطق الحضرية. يساهمون بشكل كبير في قطاعات البناء والخدمات، ويزداد تأثيرهم الثقافي واللغوي.
- السكان الآسيويون: على الرغم من أنهم يشكلون نسبة صغيرة من إجمالي السكان، إلا أنهم يتزايدون باطراد في المراكز الحضرية الكبرى، وخاصة ناشفيل، ويتسمون بارتفاع مستويات التحصيل التعليمي والمشاركة في قطاعات التكنولوجيا والطب.
هذا التنوع المتزايد يعكس تحول تينيسي من ولاية ذات تركيبة عرقية متجانسة نسبيًا إلى مجتمع متعدد الثقافات.
الخصائص الاجتماعية والتعليمية:
- التعليم: تظهر مستويات التعليم تحسنًا ملحوظًا، خاصة في المقاطعات الحضرية التي تضم جامعات كبرى مثل جامعة فاندربيلت وجامعة تينيسي. ومع ذلك، لا تزال هناك فجوة بين مستويات التعليم العالي في المقاطعات الحضرية والمقاطعات الريفية.
- العمر: يبلغ متوسط عمر السكان في تينيسي حوالي 39 عامًا، وهو أعلى قليلاً من المتوسط الوطني. تشهد المقاطعات الريفية ارتفاعًا في متوسط العمر نتيجة هجرة الشباب إلى المدن.
- الدخل: تشهد مستويات الدخل تحسنًا، حيث يرتفع متوسط دخل الأسرة باستمرار، خاصة في مناطق النمو مثل مقاطعة ويليامسون، التي تُعد من أغنى المقاطعات في الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا تزال الولاية تواجه تحديات تتعلق بالتفاوت في الدخل وارتفاع معدلات الفقر في بعض المناطق الريفية وبعض الأحياء الحضرية.
اللغة والدين:
- اللغة: اللغة الإنجليزية هي اللغة السائدة بشكل مطلق. ومع نمو الهجرة الدولية، تزايدت أعداد الناطقين باللغة الإسبانية كلغة ثانية رئيسية، بالإضافة إلى لغات أخرى كالصينية والعربية.
- الدين: تقع تينيسي في قلب ما يُعرف بـ "حزام الإنجيل" (The Bible Belt)، ويسود فيها المذهب البروتستانتي بشكل كبير، وتحديدًا طوائف مثل المعمدانيين والميثوديين. يلعب الدين دورًا مهمًا في الحياة الاجتماعية والثقافية للولاية.