تاريخ قبيلة بلي.. إسناد قيادة الجيش الذي حارب المسلمين في مؤتة إلى رجل من بلي. شارك رجالها في غزوة أحد وفي كثير من الفتوحات الإسلامية

المشهور من قضاعة سبعة بطون هي: بلي وجهينة وكلب وعذرة وبهراء ونهد وجرم، وبلي تعتبر أحد أهم بطون قضاعة، بل أشهرها على الإطلاق، لما لها من تأثير في التاريخ  وكانت منازلهم من حدود جهينة شمالا إلى حد تبوك ثم إلى جبال الشراة  ثم إلى معان  ثم راجعا إلى أيلة إلى المغار ثم الجفار غربا إلى الفرما في حدود مصر، بعبارة أخرى كانت منازلهم ما بين ينبع ويثرب وحدود مصر في متسع من برية الحجاز، وعلى شواطئ البحر الأحمر، كأنهم كانوا يشغلون الجزء الشمالي من الحجاز وبرية سيناء إلى حدود مصر.

لم تكن لبلي دولة ولا ملوك  لكنهم غلبوا على بادية مصر وصعيدها أجيالا، فقد ذكر ابن خلدون "اجتاز منهم أمم إلى العدوة الغربية من البحر الأحمر وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة، وكاثروا هناك سائر الأمم، وغلبوا على بلاد النوبة وفرقوا كلمتهم وأزالوا ملكهم، وحاربوا الحبشة فأرهقوهم إلى هذا الحد".

يوافق ذلك القول لابن خلدون ما قاله اليونان عن أخبار مصر، فقد ذكر انترابوس دبلينيوس "أن العرب تكاثروا في أيام النصرانية الأولى في العدوة الغربية من البحر الأحمر حتى شغلوا ما بينه وبين النيل، في أعلى الصعيد، وأصبح نصف سكان قفط منهم".

وقد بالغ اليونان في وصف خشونتهم وقالوا "أن زعمائهم كانوا يدهنون وجوههم بالزنجفر، وأنهم يقاتلون للغزو لا للفتح، حتى ضايقوا مصر واضطر اليونان أن يقيموا الحامية عند شلال أسوان".

يستدل من هذا الكلام أن العنصر العربي كان غالبا على صحراء مصر الشرقية والنوبة، ومن خلال ربط ما قاله ابن خلدون مع ما قاله اليونان عن أخبار مصر في ذلك العهد يستدل أن المقصود قبيلة بلي.

يذكر هنا أن كثيرين تحدثوا عن بلي من مؤرخين عرب وأجانب، قال أحمد المقري التلمساني في كتابه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: "بنو البلوي ذوو حسب وأهل نعيم وتربية ملوكية حياهم الله وبياهم".

ومما يؤكد أن لقبيلة بلي مكانة رائدة وكبيرة هو إسناد قيادة الجيش الذي حارب المسلمين في مؤتة إلى رجل من بلي، والبالغ مئة ألف مقاتل، ولبلي دور كبير في نصرة الاسلام، فقد شارك رجال من بلي في غزوة أحد، وشاركت قبيلة بلي في كثير من الفتوحات الإسلامية، وقد أنجبت علماء وفقهاء وشعراء في أماكن عديدة من العالم الإسلامي.

كما اشترك فرسان بلي مع جيش عمرو بن العاص في فتح مصر، وكان عمرو يحب بلي ويتقرب إليهم بالمودة ويقدم رايتهم في المعارك مع الروم، وقد ذكر عمرو في أحاديثه المتكررة أنه يفضل بلي لما فيهم من الصحابة الذين ناصروا النبي - صلى الله عليه وسلم- في المدينة مع جملة الأنصار وأن له فيهم رحما وصهرا .

ولسنا هنا في هذا الجزء من البحث بصدد ما قيل عن بلي وعن دورها في التاريخ وفي نصرة الإسلام، وإنما نرغب فقط في تقديم نبذة تعريفية عن القبيلة لننتقل بعدها إلى معالجة الجزء الثاني من بحثنا. ( للمزيد حول ذلك يمكن مراجعة موقع قبيلة بلي على شبكة الانترنت).

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال