غزة بحكم صغرها وجغرافيتها وموقعها لم تكن بذلك المكان الجاذب لأبناء قبيلة بلي كما حال منطقة بئر السبع في فلسطين، والنازلون من بلي إلى غزة هم قلة قليلة، منهم من قدم من مصر لظروف الحياة وطلباً للرزق، ومنهم من لجأ إليها من بئر السبع بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948م، وهم من عشائر وبطون مختلفة من بلي، وموطنهم شمال غزة، وينتمون إلى عشائر المطارفة والمقابلة، السحيمي والعرادي وزبُاله والمعاقلة، وبرغم عدم توفر إحصائية خاصة لعدد أبناء القبيلة في غزة، إلا أنه قليل.
يُذكر هنا أن بلي في غزة جاؤوا في معظمهم من مصر، (منهم من قدم من السعودية إلى مصر، ومنهم من قدم مباشرة من السعودية)، واستقروا في غزة، وبئر السبع، وبسبب الظروف التي مرت بها فلسطين، خصوصا بعد نكبة العام 1948م، فإن قسم ممن استقروا في بئر السبع توجه إلى غزة، واستقر فيها مع من كان موجودا من قبل، (وهناك من غادر بئر السبع باتجاه الأردن كما ذكرنا سابقاً)، وهناك قسم ممن وفدوا إلى غزة غادرها مع ظروف الاحتلال بين الأعوام 1948 -1967م إلى مصر أو الأردن، الأمر الذي أدى إلى تشتيت أبناء القبيلة الذين وفدوا إلى غزة، فانقسمت الأسرة الواحدة وتوزعت على أكثر من مكان في غزة وخارجها (تحديدا مصر والأردن).
وبقيت القلة القليلة في غزة موجودة حتى اليوم، ومن تبقى ليسوا من عشيرة أو بطن واحد كما ذكرنا، وإنما ينتمون إلى عشائر وبطون مختلفة من بلي، حتى تكاد تكون كل أسرة تنتمي إلى عشيرة خاصة، فهناك أسرة تنتمي إلى المعاقلة- أسرة حماد البلوي- وأسرة تنتمي إلي العرادي – أسرة عطية البلوي- وأسرة تنتمي إلى فخذ زبُاله- أسرة أبو رشيد البلوي- ، وأسرة تنتمي إلى السحيمي- أسرة محمد أبو مظيعين البلوي-، وأسرة تنتمي إلى المقابلة - أسرة أبو مسعد البلوي- وهناك أربع أسر تنتمي إلى أبو دلاخ من القرينات، وهناك ثلاث أسر تنتمي إلى المطارفة.
وهناك مجموعة من الأسر تنتمي لعشيرة البحيصي من المطارفة، منازلهم الآن في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة، وأول ما قدموا فلسطين نزلوا في منطقة السوافير، وبعد نكبة فلسطين تركوها ونزلوا غزة، ومنهم من هاجر خارج فلسطين، وفي منطقة جنوب قطاع غزة هناك مجموعة من الأسر تنتمي إلى عشيرة العطار، من الأحامده، وقد نزلوا في بئر السبع لكنهم هاجروا منها نحو قطاع غزة بعد النكبة، ومنازلهم الآن بين رفح و خانيونس، في منطقة ميراج، يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة.
جدير بالذكر هنا أن هذه الأسر ترتبط مباشرة بأقارب من الدرجة الأولى في مصر، أو الأردن، كإخوة أو أبناء عم مباشرين، ذلك بسبب ظروف التشتت الناجمة عن الاحتلال كما ذكرنا، والتواصل بين هذه الأسر وامتداداتهم الأسرية في مصر والأردن مستمر ومتواصل ولم ينقطع، كما أفاد لنا السيد فايز البلوي، هذا فضلا عن التواصل بين هذه الأسر وبعضها في غزة، حيث تترابط هذه الأسر فيما بينها وترتبط بعلاقات حميمة، والتزاوج من بعضهم البعض، والزيارات بينهم مستمرة في المناسبات كافة، كما يسودهم التكاتف والالتحام والتعاون، والذي يظهر جليا في المناسبات المختلفة، وبعض المشاكل التي تواجه هذه الأسر.
وهذا الأمر قد لمسه الباحث بنفسه كونه من قطاع غزة وعلى صلة مباشرة بجميع الأسر هناك، كما يعتقد الباحث أن قلة العدد ساهمت بشكل كبير في تمتين عرى التواصل والتلاحم بين هذه الأسر، لمواجهة التحديات المختلفة بشكل جماعي، أما تواصلهم مع أبناء القبيلة في الضفة الغربية وبئر السبع فهو شبه معدوم نتيجة ظروف الحصار التي مرت بها غزة بعيد العام 1967م، إلا انه برغم تلك الظروف فقد تخللت الفترات الماضية بعض الزيارات المتبادلة لكبار رجال القبيلة من غزة إلى السبع أو الضفة الغربية.
وقد تعرض أبناء القبيلة في غزة كما تعرض أهل القطاع للقمع الصهيوني، فمنهم المعتقل أو الجريح، أو من دمر منزله، أو من فقد مصدر دخله، خاصة في الانتفاضة الحالية، كما ان هناك بعضاً من شباب القبيلة في غزة التحقوا بالتعليم العالي، وتخرجوا من الجامعات، ويعملون في وظائف رسمية وخاصة، إلا أن أغلب العائلات كانت تعتمد على العمل اليدوي الذي شهد تراجعا قويا فترة الانتفاضة لحالية.
التسميات
قبيلة بلي