سيرة الشيخ أبي محمد تيلجي الدغوغي:
كان أبو محمد تيلجي ابن موسى الدغوغي أحد كبار المشايخ والصالحين في منطقة دكالة بالمغرب، وتحديداً من قرية بني دغوغ. عاش فترة طويلة من الزمن، حيث تشير المصادر إلى أنه عاش حتى بلغ من العمر 120 سنة، مما يجعله معاصرًا لأحداث وتحولات تاريخية مهمة في المغرب.
مكانته العلمية والاجتماعية:
يُصنف أبو محمد تيلجي ضمن "كبار المشايخ"، وهو ما يدل على مكانته العالية في المجتمع الدكالي، ليس فقط كعالم دين، بل كشخصية ذات نفوذ روحي واجتماعي. اشتهر بكونه واعظًا، أي أنه كان يلقي الخطب والمواعظ لتوعية الناس وإرشادهم دينيًا وأخلاقيًا.
رباط شاكر: مركز دعوته:
كان رباط شاكر هو المركز الرئيسي لنشاطه الدعوي والوعظي. الرباطات في تلك الفترة (القرن السابع الهجري) كانت بمثابة حصون دينية وعلمية، حيث يقطن فيها المتصوفة والعلماء لتعليم الناس والدفاع عن الثغور.
ما يميز دور أبي محمد تيلجي في هذا الرباط هو أنه كان الوحيد - أو من القلائل جدًا - الذين يُسمح لهم بالصعود إلى منبر جامع شاكر لإلقاء الخطب. هذه المعلومة لها دلالة كبيرة:
- المركزية والتمكن: يدل ذلك على أنه كان يحظى بثقة كبيرة من قبل القائمين على الجامع والرباط، ويعترفون بعلمه وفضله.
- الندرة والتفرد: عبارة "في وقت لا يصعد منبر جامع شاكر إلا الآحاد" تؤكد على أن الوصول إلى هذا المنبر كان مقصورًا على شخصيات نادرة ومتميزة جدًا، مما يعزز من مكانته كمرجع ديني ووعظي.
تاريخ وفاته وتراثه:
توفي الشيخ أبو محمد تيلجي في بلدته بني دغوغ عام 605 هـ. وفاته في مسقط رأسه بعد هذا العمر الطويل تشير إلى أنه قضى حياته كلها في خدمة أهل منطقته، تاركًا خلفه إرثًا من العلم والوعظ والتأثير الروحي الذي لا يزال يُذكر في تاريخ المنطقة.