نتائج اعتماد دول العالم الثالث على أمريكا في سد حاجاتها من الغذاء.. التبعية الغدائية التي تؤدي إلى التبعية السياسية

المعلوم أن دول العالم الثالث كانت قبل الاستعمار الغربي تعيش حالة التوازن الطبيعي حيث كان السكان يلجأون إلى الزراعة المعاشية لسد حاجاتهم من الغداء.

لكن دخول الاستعمار أحدث خللاً في هذ التوازن بسبب تحويل الزراعة المعاشية إلى زراعة نقدية كالكروم بالجزائر والقطن بمصر والبن بالبرازيل... إلخ.

هذا من جهة ومن جهة أخرى، أن دول العالم الثالث بعد إستقلالها لم تول الزراعة المعاشية الأهمية الكبيرة بسبب توفر الغداء في الأسـواق الأمريكية وبتكاليف بسيطة في بداية الأمر، وكذلك انصراف العديد من دول العالم الثالث إلى الاهتمام بالزراعة النقدية أو بالصناعة، فأدى ذلك إلى أن دول العالم الثالث صارت هي الأخرى من أكبر الدول المستوردة لكميات كبيرة من القمح.

فانعكس ذلك عليها سلبا حيث أصبحت تحت رحمة الدول المصدرة للقمح والحبوب الغدائية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت تستعمل القمح كسلاح ضد العديد من الدول التي ترفض السير في فلكها.

أما الدول التي تسير في فلكها فإنها تتلقى كميات كبيرة على شكل مساعدات أوهبات أو بأسعار منخفضة.

وهكذا أصبحت دول العالم الثالث تخضع للتبعية الغدائية التي كثيرًا ما تؤدي إلى التبعية السياسية.

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©