النمو السكاني.. تلبية الزيادة الحقيقية لحاجات السكان المتزايدة والنقص في فرص التوظيف أو الاستخدام وصعوبة تعليم الأعداد الكبيرة من الأطفال

حظيت المسائل السكانية بمكانة هامة في تفكير الفلاسفة ومفكري الحضارات القديمة، فلقد أشار "كونفوشيوس" إلى مشكلة نمو السكان ووصل إلى مفهوم " الحد الأنسب للسكان"، كما جعل "أفلاطون" و"أرسطو" الحد الأنسب للسكان ركنا من أركان المدينة الفاضلة، كما تحدثا عن ظاهرة تقسيم العمل وعلاقتها بحجم السكان.
وفي القرن 14م، وضع ابن خلدون نظرية في النمو السكاني تعرف بالدورة السكانية، أشار فيها إلى تأثر هذه الدورة بالظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية للمجتمع. وقرن التجاريون الفوائد التي يمكن أن تتحقق عن زيادة السكان في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية ويبدو من الوهلة الأولى من تفكير هؤلاء الفلاسفة والمفكرين أن نظرتهم للنمو السكاني لم تكن بالمتشائمة، إلا أن رأي الاقتصادي البريطاني "روبرت مالتوس" وكذا "دافيد ريكاردو" بدا الخوف عليهم من أن تصبح الزراعة غير قادرة على تلبية الزيادة الحقيقية لحاجات السكان المتزايدة وعلى النقص في فرص التوظيف أو الاستخدام وصعوبة تعليم الأعداد الكبيرة من الأطفال.
لقد تزايد الاهتمام بدراسة الاتجاهات السكانية بعد الحرب العالمية الثانية سواء في الدول المتقدمة أو الدول النامية في ظل التغيرات الديمغرافية السريعة والمتلاحقة والتي قد تفوق سرعتها وخطورتها العواقب التي قد تترتب على ذلك كل التغيرات السكانية في العصور التاريخية السابقة، حتى باتت الدول النامية أو المتخلفة تدرك تماما مدى الضياع الذي يصيب جهودها في التنمية وكيف ينعكس ذلك على تخلفها العلمي والاقتصادي نتيجة مشاكلها الديمغرافية.
ولما أصبحت البيانات الإحصائية السكانية التي يطلبها الباحثون والمخططون الاقتصاديون وغيرهم متشعبة ومعقدة، فقد طرأ على الأساليب الإحصائية المستخدمة في هذا المجال الكثير من التعديل والتطوير من حيث مضامينها وطرق القيام بها وإمكانات الاستفادة من نتائجها.

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©