الوحدة السياسية للسنغال.. حركات المقاومة ضد قوات الاحتلال بقيادة ملوك وزعماء دينيين أمثال شيخ عمر فوتي وشيخ أحمد المهدي وأَمَرِكُونِ انْدَلكْ سِيكْ وأحمد الأمين درام

لم تعرف منطقة غرب إفريقيا قبل الإحتلال الفرنسي وحدةً سياسيةً إلا في ظل دولتي غانا ومالي، وقد انقسمت بعدها إلى ممالك مستقلة عن بعضها بدءًا من وفاة الملك وَرْجَابِ الملقب بأبي الدرداء سنة 1053م. وقد حاول الملك أنجاجان انجاي مؤسس مملكة جلوف توحيد البلاد ولكن محاولاتها لم تعش إلا مدة يسرة، وقد انهار صرح دولة جلوف إثر ثورة الأمير اَمَرِكُونِ سُوبِلْ "دَمِيلْ تِيجْ" الذي قتل الملك لالافُوجوُكَا، إثر معركة جمعتهما سنة 1555م، وبعدها إستقلت جميع أقاليم البلاد التي كانت تابعة لجلوف، وقامت على أنقاضها دولة الفولانيين، ودولة سَلْتِكِ، ثم الألمامية التي انقرضت بموت الأمير عبد القادر كان غيلة من رجال ترارسة البيض سنة1881 م، وسادت فترة الفوضى إقليم فوت طورُو حتى هجم عليها سلطات فرنسا واستولت عليها بالقوة وضمتها لباقي أَجْزَاءِ مستعمرة سنغال سنة 1891م.
ومن هذا التاريخ بدأت حركات المقاومة ضد قوات الاحتلال بقيادة ملوك وزعماء دينيين أمثال شيخ عمر فوتي، وشيخ أحمد المهدي وأَمَرِكُونِ انْدَلكْ سِيكْ وأحمد الأمين درام، وموسى مُولُ، ومَبَهْ جَغُ بَهْ، ولَتْجُورْ كُونِ لاَتِرْ جُوبْ.
فالعصبية وحبّ الذّات منعت وحدة البلاد وأتاحت لفرنسا التدخل في شئونها وسهلت احتلالها والسيطر عليها سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا. وقد ألغت فرنسا ألقاب ملوك البلاد مثل : دَمِيلْ، تِيجْ، وبُورْ، وبَرْ، وبَرَاكْ، وسَلْتِكِ واستبدلها بحاكم، وقائد، وأَلْكَلاتِ وهي الجارية بعد الاستقلال بكل افتخار وعزّة.
وقد حاول زعماء المقاومة منع احتلال البلاد بوسائل شتّى لكن أسلتحها كانت ضعيفة أمام ديانات فرنسا، وبوفاة لَتْجُورْ سنة 1886م بدِقْلِهْ وألقي القبض على الشيخ أحمد بَنْمبَ بَكِ، وعُزّل الحاج مالك سِهْ من المعركة والمقاومة، إستتبت لها الظروف ودانت لها بالطاعة حتى سنة 1960م حيث منحت الاستقلال لمستعمراتها بضغوط من الأمم المتحدة والدول المستقلة من مختلف أنحاء العالم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال