نزاهة عمر بن الخطاب

مرةً صعد المنبر ليحدِّث المسلمين في أمرٍ جليل، فقد حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وقال: أيها المسلمون اسمعوا يرحمكم الله، ولكن أحد المسلمين نهض, وقال: واللهِ لا نسمع، واللهِ لا نسمع ، فسأله عمر في لهفة: ولمَ يا سلمان؟, فيجيب سلمان: ميَّزت نفسك علينا في الدنيا، أعطيت كلاً منا بردةً واحدة، وأخذت أنت بردتين، سيدنا عمر ينظر في المصلِّين، ويجيل الطرف فيهم إلى أن يرى ابنه عبد الله، ويقول: أين عبد الله بن عمر؟, فنهض عبد الله، وقال له: ها أنا ذا يا أمير المؤمنين، فسأله عمر على الملأ: من صاحب البردة الثانية؟,  فيجيب عبد الله: أنا يا أمير المؤمنين، ويخاطب عمر سلمان والناس معه: إنني كما تعلمون رجل طويل، ولقد جاءت بردتي قصيرة، فأعطاني عبد الله بردته، فأطلت بها بردتي، فيقول سلمان الذي اعترض, وفي عينيه دموع الغبطة والثقة: الحمد لله، والآن نسمع، ونطيع يا أمير المؤمنين، هل من نزاهةٍ بعد هذه النزاهة ؟.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال