مسالك قوافل المسلمين من شمالي أفريقيا نحو غربي القارة.. انتشار المذهب المالكي والطرق الصوفية القادرية والتيجانية والشاذلية

كانت هناك عدة مراكز هامة في شمالي أفريقيا ينطلق منها الدعاة المسلمون نحو غربي القارة، وسيؤدي "المغرب العربي " دورًا طليعيًّا في نشر عقيدة وحضارة الإسلام فيما وراء الصحراء الكبرى، وسيؤثر أيما تأثير على مسلمي تلك البلاد: فمن شمالي أفريقيا والأندلس جاء وساد المذهب المالكي، ومنه وفدت الطرق الصوفية: القادرية، والتيجانية، والشاذلية، كما سيأتي بيان ذلك في محله.
أما تحديد تاريخ موثوق به لوصول الإسلام إلى غربي أفريقيا فليس بالسهولة بمكان لعلة بسيطة؛ هي أن اعتناق غالبية الشعوب الأفريقية للإسلام لم يتم عن طريق حملة عسكرية ليؤرخ له بسقوط مملكة ما، أو هزيمة جيوش معادية للمسلمين في واقعة ما،  وقيام نظام الإسلام على أنقاضها، إنما انتشرت الديانة الإسلامية في تلك المناطق بفعل احتكاك التجار المسلمين بسكانها، وجهود الشيوخ السياح القادمين من شمالي أفريقيا، وبفضل تفاني الأفريقيين الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام.
على أن التاريخ احتفظ لنا بأسماء مراكز تجارية تقع على الطرف الشمالي من الصحراء الكبرى، كانت تنطلق منها قوافل التجار المحملة بالبضائع ـ منسوجات وخرز ـ يقايضونها بالذهب والعاج والعبيد...

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©