التاريخ السياسي لمدينة الأبيض.. تحويل الإداريين البريطانيين التشتت القبلي المتباين بين القبائل الى نظارات إقليمية كبيرة تستمد سلطانها ووظائفها من النظام الإستعماري

شاب الغموض الكثير من تاريخ المدينة السياسي، ولكن كسائر أجزاء السودان اعتمدت المدينة على الإدارة الأهلية في تسوية شؤونها، وربما كان لزعماء القبائل والعمد الأثر الكبير في ذلك، وربما قد نجح الإداريون البريطانيون بصورة غير مباشرة في تحويل التشتت القبلي المتباين بين القبائل الى نظارات إقليمية كبيرة تستمد سلطانها ووظائفها من النظام الإستعماري وذلك من أجل توطيد نظامهم الإستعماري، وفي نهاية عهد الدولة المهدية 2/9/1898م، تمت إعادة شيوخ القبائل الى مناصبهم التي كانوا فيها قبل المهدية، وذلك لمعاونة موظفي الحكومة في تحصيل الضرائب وحفظ الأمن والنظام، ومن هنا جاء دمج القرى في وحدات إدارية أكبر عرفت باسم العموديات وكان يرأسها كبار الشيوخ، ويسمى الواحد منهم عمدة والذي بدوره يعمل للتنسيق مع مأمور المنطقة وشيوخ القبائل لإنفاذ المهام الرسمية، أما عن رؤوس القبائل الكبيرة، فقد تم تثبيتهم وسموا نظاراً حيث كان على رأس (خشم بيت) عمدة  كذلك عمل شيوخ القرى كموظفين تابعين للنظار والعمد، ومساعدين في تحصيل الضرائب وفي الحفاظ على القانون والنظام.

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©