الأرواحية في السينغال.. الاعتقاد بقوة روحية في الأشياء والروح هي مبدأ الفكر والحياة العضوية في آن واحد

الأرواحية L'ANMISME
الأرواحية هي الاعتقاد بقوة روحية في الأشياء، أي: اعتقاد أن للأشياء أرواحًا مشابهة لتلك التي لدى الإنسان.
ويعتقد أتباع الأرواحية أن الروح هي مبدأ الفكر والحياة العضوية في آنٍ واحد.  وتهدف العبادة عند معتقديها إلى تزويد الحياة البشرية بمدد من القوة، وضمان بقاء الإنسان لأطول مدة.  أما المرض والإعياء والفشل. . . فأعراض تدل على نقص القوة الحية.
وتتركب أهم عناصر تلك المعتقدات من:
- إله سام خالق للأكوان، بعيد عن العالم الأرضي؛ مما حمله على إنابة الكهان عنه !!
- آلهة من درجة دنيا، وهي مندمجة في قوة الطبيعة.
- أجداد الجماعات، وهم بمنزلة الأرباب.
- قوة خفية تتمثل في التعاويذ والتمائم.
ويعيش المعتقد بالقوة الحيوية في محيط تؤطره الغيبيات في مختلف أكناف حياته، وتدفعه عقيدته إلى اعتبار العالم المحيط به ألغازًا غامضة وأسرارًا دفينة لا يتطاول إلى كشف كنهها إلا عقول خاصة لها استعداد خاص لتلقيها من "اللامرئي ". . .
لا أمن ولا سلامة لغير الموهوبين الذين رؤيتهم معتمة، ولا مندوحة لهم إلا الالتجاء  إلى الكهنة والسحرة، و إلى الطقوس والقرابين والتمائم والتعاويذ لاستعطاف قوة الطبيعة، واتقاء شرها، والتقرب إليها زلفى، واستدرار رحمتها...
وتتمثل المؤشرات غير المرئية في أرواح الجدود، ضامنة استمرارية حياة القبيلة أو العشيرة المنتمية إليهم، وفي أرواح الموتى بصفة عامة،  وفي الطلاسم والتعاويذ التي يصنعها الكهان، زاعمين أنها ذات فعالية عالية لمقدرتها على تغيير مجاري الأمور الطبيعية وخلق الظروف الحسنة أو السيئة.
فأساس فكرة عبادة أرواح الأسلاف ـ التي يُعتقد أنها وسيطة بين الأحياء والآلهة وأنها شفيعة ـ هو أن الحياة على الأرض لا تتوقف بمفارقة الروح للجسم، بل هي استمرار سرمدي للفعالية  والحيوية، إذ ليس الموت حدثًا يسبب قطع الصلاة بين الأحياء والأموات، إنما هو غفوة وارتخاء من جراء ضعضعة في القوة الحيوية…
على أن غموض الطبيعة وصعوبة فك ألغازها حدا بالإنسان الذي هذا معتقده إلى الاستنجاد بالكهنة طلبًا لتفسير أو تعليل مظاهر الطبيعة، والارتماء في أحضان صانعي التمائم والتعاويذ، وجعله متشائمًا، محاطًا بأنواعٍ لا تحصر من الخرافات تعتّم عليه حياته.
ومن سوء حظ أتباع الأرواحية أنهم لا يضعون فاصلاً بين الروح والمادة ، فالإنسان والموجودات الأخرى ليسوا سوى قوة حية ذات فاعلية تخضع ـ في اعتقادهم ـ لمشيئة طبيعة فاعلة…
ويكون الوسيط بين الإله والأحياء جدّ الجماعة الأسطوري، أو تمثالاً أو قناعًا أو حجرًا أو حيوانًا أو شجرًا، أو أي مظهر آخر من مظاهر الطبيعة، ويتباين دور الآلهة الوسطاء وعددهم وأهميتهم من منطقة لأخرى، ومن جماعة لجماعة ثانية..

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال