ثورة الشيخ مابا جاخو با.. توحيد أقاليم ريب و سالوم و باديبو وأوشك أن يم سين إلى مملكته لولا تصدي القوى الاستعمارية له

الشيخ مابا جاخو با (1809 ـ 1867م)
قامت حركة ـ أو على الأصح ثورة ـ الشيخ مابا جاخوبا في منتصف القرن التاسع عشر كردّ فعل لتصاعد تعسف "تيدو " ضد مواطنيهم؛ وكان الشيخ مابا قد التقى بالحاج عمر الفوتي سنة 1848م الذي توسم فيه خيرًا، وبشّره قائلاً: "ستصبح في مستقبل قريب ـ بإذن الله ـ من المجاهدين، وستكون وبالاً على كفرة المشرق والمغرب؛ أعلن الجهاد ولتكن "سين" آخر هدف لك، لأنَّ "سيرير سين" وإن كانوا وثنيين فإنهم شرفاء ونشطون، لذلك فهم يستحقون الاحترام".
إن هذا التصريح المنسوب إلى الحاج عمر الفوتي يفنّد افتراءات أولئك الذين يزعمون أن حركة الشيخ مابا وأمثالها قامت أساسًا على استفزاز وعدوان مبيت ضد أتباع الأرواحية، بل هو تأكيد صادق وتعليل موضوعي لأسباب تلك الانتفاضات الإسلامية، فهي لم تقم إلاّ لمقاومة الفساد   والظلم لا لقهر النزهاء والعاملين مهما كانت عقيدتهم.
ولدى استقراء الوضع الساد في "سالوم وكاجور وباديبو " يظهر جليًّا تدني الأمن العام وتعاسة "بادولو " الأمر الذي جعل قيام حركة مابا جاخو حتمية لا مفر منها لرفع الظلم.  ولتحقيق النجاح لمثل تلك الحركة لا بد من توفر حدّ أدني من الوحدة، وقيادة سياسية قوية وحكيمة، وشاء الله تعالى أن اجتمع ذلك كله في شخص الشيخ مابا، فاستطاع أن يقطع شوطًا بعيدًا في توحيد أقاليم "ريب " و "سالوم " و "باديبو " وأوشك أن يم "سين" إلى مملكته لولا أن تصدت له القوى الاستعمارية تحت ستار "كومبا أندفين جوف فماك " فوضعت حدًّا للمد الإسلامي سنة 1867م في معركة مشهورة باسم معركة "صومب" حيث استشهد الشيخ  مابا جاخوبا ؛ لكن حركته لم تخمد بوفاته إذ حمل لواءها  أخوه ونجله من بعده.

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©