أدرك دقدلديانوس بفكره الثاقب أمراض الامبراطورية فحاول أن يقضي على الطموح والمنافسة في كرسي العرش من طرف العسكريين فقرر أن يتولى بنفسه قيادة الجيش في الحملات الهامة وقصد بذلك أن يحرم القادة العسكريين من تحقيق انتصارات باهرة تغريهم بالتطلع إلى منصب الإمبراطور. كما أدرك أن الإشراف على شؤون الدفاع عن الامبراطورية مهمة ثقيلة لا يستطيعها رجل واحد ولهذا قام دقلديانوس بوضع نظام جديد في الحكم خالف به نظم الامبراطورية منذ قيامها أيام أوغسطس فقد قسم الامبراطورية إلى قسمين كبيرين بواسطة خط عمودي يمتد من الشمال إلى الجنوب عبر البحر الأدرياتيكي واختار زميلاً له ورفيق سلاح ليكون شيكا له في الحكم ولكن ذلك لم يكن كافيا للقضاء على الفتن وكبح جماح القادة الطامحين في العرش. كما أن اتساع الامبراطورية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً أدى إلى صعوبة التحكم في الأمور وحماية الحدود وخصوصاص مع كثرة الولايات وثقل الإدارة فاضطر دقلديانوس وزميله إلى الاعتراف بقائدين آخرين كإمبراطورين وشريكين لهما في الحكم ولكن كلا منهما منح لقب قيصر دلالة على أنه أقل شأنا من دقلديانونس وشريكه ولم يكونا سوى مساعدين.
ليست هناك تعليقات