أوربا في العصور الوسطى.. خضوع أوربا لحكم الإمبراطوريتين الرومانية والبيزنطية وظهور البابوية كسلطة دينية ونظام الإقطاع والحروب الصليبية

ينبغي أن نشير إلى كون العصور الوسطى في أوربا لم تكن دامسة في ظلامها تماما إذ لم تخل من مدنية لها شخصيتها واتجاهاتها وطبيعتها الخاصة وإن كانت لا تعتبر بطبيعة الحال في مرتبة المدنية الرومانية التي سبقتها في العصور القديمة أو مرتبة المدنية في العصور الأوربية الحديثة؛ وذلك لاختلاف مظاهر الحياة في تلك العصور، ومن أبرز خصائص العصور الوسطى: ظاهرة العالمية الممثلة في خضوع أوربا لحكم إمبراطوريتين كبرتين هما الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البيزنطية. أما الظاهرة الثانية فتمثلت في ظهور البابوية كسلطة دينية وهيبة مسيطرة بينما تمثلت الظاهرة الثالثة في ظهور نظام الإقطاع بجوانبه الإيجابية والسلبية. كما شكلت الحروب الصليبية الظاهرة الرابعة التي كان لها أبلغ الأثر في تغيير الأوضاع الأوربية نتيجة لتعرف الأوربيين على جوانب كثيرة من الحضارة العربية الإسلامية التي احتكوا بها ونبهتهم إلى واقعهم المتردي آنذاك.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال