حادثة السقيفة وظهور التشيع.. الانفصال والتمزق بين المسلمين بعد الانقسام حول اختيار الخليفة

بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وقعت حادثة في تاريخ الإسلام، وقد سُميّت باسم المكان الذي وقعت فيه، وهي حادثة السقيفة، حيث وقعت في سقيفة بني ساعدة, وعلى أثر هذه الحادثة تسنّم أبو بكر بن أبي قحافة منصب القوة السياسية والخلافة الإسلامية. وانقسم أصحاب رسول الله’ إلى فرقتين: فرقة موافقة، واُخرى مخالفة. الفرقة الأوّلى الموالية للخليفة، والفرقة الثانيةكانت تعتقد أنّ الخليفة بعد رسول الله’ من أهل بيته، وهو منصوب عن طريق النصّ.
وبعد انتهاء مؤتمرالسقيفة ومبايعة قسم من المهاجرين والأنصار لأبي بكر بقي قسم منهم يعتقدون بأنّ الإمام علي× هو الأفضل لخلافة المسلمين، وقالوا: «لن نبايع إلا علياً». وعلى أثر هذه الحادثة ظهر الموالون لعلي (ض) أو الشيعة، وبدأ بروزهم في الساحة كفرقة سياسية. أصبحت هذه الحادثة منعطفاً في تاريخ المذاهب الإسلامية، وظهور المباني الفكرية والعقائدية والسياسية لهاتين الفرقتين، ووجد الانفصال والتمزق بين المسلمين، ومن المناسب الإشارة إلى قدم كلمة التشيّع عملياً.
اُطلقت لفظة «الشيعة» بمرور الزمان على فرق مختلفة، وكانت الشيعة الاثنا عشرية، والزيدية، والإسماعيلية أهم وأبرز تلك الفرق؛ لكن في عصرنا الحاضر أصبح هذا المصطلح يختص بالشيعة الإمامية، ويُعرف الزيدية والإسماعيلية دون الحاجة الى ذكر لفظة الشيعة. وقد اشتهر مصطلح «الإمامية» منذ القرن الثالث الهجري (مرحلة الغيبة الصغرى). وفي خصوص الأئمة الإثني عشر فقد وردت روايات كثيرة عن رسول الله، منها رواية جابر بن سمرة الذي يقول فيها:
«سمعت رسول الله’ يقول في حجة الوداع: إنّ هذا الدين لا يزال ظاهراً على من ناواه، لا يضرّه مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي إثنا عشر خليفة كلّهم من قريش».
وورد في هذا المعنى أيضاً: «لا يزال الإسلام عزيزاً الى إثني عشر خليفة» أو «لا يزال الناس بخير الى إثني عشر خليفة » أو «لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضي اثنا عشر خليفة» أو «اثنا عشر أميراً».

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©