منظمة الصاعقة ومنظمة التحرير.. خوض معركة مارون الرأس وبنت جبيل على الحد الفاصل بين فلسطين المحتلة والجنوب اللبناني والانضمام إلى جبهة الرفض

على صعيد التمثيل في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في بداية تأسيس ائتلاف منظمة التحرير الفلسطينية حظيت حركة فتح بعضوية أربعة مقاعد في اللجنة التنفيذية للمنظمة، والصاعقة بمقعدين.
ومقعد واحد لكل فصيل من قوى الائتلاف فضلاً عن المستقلين. ومن بين أعضاء الصاعقة في اللجنة التنفيذية بأزمنة متعاقبة كان كل من: (أحمد الشهابي، المرحوم يوسف البرجي، ياسر عمرو، إبراهيم البرغوثي، الشهيد زهير محسن، سامي عطاري، محمد خليفة).
ومن ناحية التاريخ الفلسطيني المعاصر لحركة المقاومة الفلسطينية، شكلت منظمة الصاعقة قوة رئيسة داخل السيبة الفلسطينية الثلاثية التي تشكلت من حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إضافة لمنظمة الصاعقة، ولعبت دوراً كبيراً على الصعيدين العسكري والسياسي خصوصاً في المرحلتين الأردنية واللبنانية من نهوض حركة المقاومة الفلسطينية. وقد استمدت الصاعقة زخماً كبيراً من دورها وتأثيرها بحكم علاقتها مع سورية.
ولابدّ من القول بأن حجم الفعاليات الفدائية منذ العام 1968 وإلى العام 1973 تركز ثقلها على كاهل حركة فتح والصاعقة والجبهة الشعبية، ثم قوات التحرير الشعبية التابعة لجيش التحرير الفلسطيني.
- وبعد ذلك تأتي باقي القوى والفصائل التي كانت أدوارها متواضعة.
وحسب الشهيد زهير محسن فإن منظمة الصاعقة قدمت حتى 8/6/1977 ألف شهيد ونفذت سبعمائة وخمساً وثمانين عملية عسكرية فدائية انطلاقاً من غور الأردن والجولان و جنوب لبنان.
وفي حرب أكتوبر/ تشرين أول 1973، وتحديداً في اليوم التاسع منها، شاركت كتيبة خالد بن الوليد من منظمة الصاعقة مع القوات الخاصة السورية، بتنفيذ مهمة صعبة وجريئة تمت في أسوأ الظروف، من خلال عملية الإنزال لمقاتلي كتيبة خالد بن الوليد بثماني حوامات فوق مواقع القيادة العملياتية الإسرائيلية في وسط الجولان في بلدة كفر نفاخ في القطاع الأوسط من الجبهة، وبحماية تشكيل قتالي من الطائرات المقاتلة السورية، وتمكنت أربع من الحوامات من الهبوط حيث خاض مقاتلوها قتالاً شرساً فاستشهد 38 فدائياً من الصاعقة على رأسهم قائد عملية الإنزال.
ومن أبرز المعارك التي خاضتها قوات الصاعقة مع العدو الإسرائيلي، كانت معركة مارون الرأس وبنت جبيل على الحد الفاصل بين فلسطين المحتلة والجنوب اللبناني، بعد أن عادت الصاعقة للتواجد العسكري والتنظيمي اثر انفضاض الخلاف السوري- الفتحاوي في لبنان، حيث استطاعت وحدة فدائية من قوات الصاعقة تدمير عدة آليات للجيش الإسرائيلي في معركة مارون الرأس- جنوب لبنان، وجلب آلية سليمة إلى مدينة صور اللبنانية وعرضتها أمام الجمهور.
انضمت سنة 1974 إلى جبهة الرفض.
لعبت دوراً مهماً في بدايات الحرب الأهلية اللبنانية إذ كانت قواتها العسكرية الأكثر عددا (4500 رجلاً) بعد قوات فتح (7000 رجلاً).
تمّ اغتيال قائدها زهير محسن سنة 1979 على أيدي الموساد.
وفي بلدة بيادر العدس في البقاع الأوسط من جبهة جنوب لبنان سجلت منظمة الصاعقة إنجازاً مهماً يوم 11/6/1982، أثناء الغزو الإسرائيلي حيث وقعت سرية دبابات إسرائيلية في كمين محكم نصبته مجموعة فدائية من الصاعقة، وتمّ تدمير خمس دبابات إسرائيلية والاستيلاء على خمس دبابات سليمة من دبابات الميركافا وباتون الأمريكية الصنع ومقتل أطقمها.
وبالنسبة للشهيد زهير محسن، مسؤول الدائرة العسكرية في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو القيادة القومية ومكتب الأمن القومي في سوريا، فقد استشهد اغتيالاً في العاصمة الفرنسية باريس 24 يوليو/ تموز عام 1979 بعد عودته من منروفيا عاصمة ليبيريا، حيث ترأس وفد فلسطين إلى مؤتمر الوحدة الإفريقية الذي عقدت هناك. وأشار ياسر عرفات، بعد تشكيله لجنة تحقيق ضمت كلا من العميد عطا الله عطا الله «أبو الزعيم» وماجد محسن والعقيد محمد دغمان و«أبو السعود» إلى ضلوع طرف فلسطيني ومخابرات دولة عربية في اغتيال مسؤول«الصاعقة» الذي شيع في دمشق إلى «مقبرة الشهداء».
يسجل لمنظمة الصاعقة اتباع تقنية وأسلوب تفجير العبوات الناسفة بدوريات الاحتلال وقواته عن بعد منذ العام 1969.
حيث نجحت منظمة الصاعقة في تفجير عبوة ناسفة كبيرة عن بعد بحوامة إسرائيلية في العام المشار إليه لحظة هبوطها في القطاع الأوسط من جبهة الجولان في مهمة إنزال المؤن لقوات العدو، حيث انفجرت العبوة تحت تأثير موجة لاسلكية أرسلتها الطائرة ذاتها وتطابقت في ترددها مع التردد اللازم لتفجير العبوة قبل أن يتم إرسال إشارة جهاز التفجير الموجود بيد المجموعة الفدائية.
- مازالت عضوا في منظمة التحرير الفلسطينية.
- انتخب أمينها القطري الجديد فرحان أبو الهيجاء عام 2007 خلفاً لعصام القاضي.
- جديرًا بالذكر أن منظمة الصاعقة تصدر مجلة تحت اسم "الطلائع".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال