قلعة الجبل (صلاح الدين).. على رأس المنشآت العسكرية التي أقامها الأيوبيون لدفع الخطر الصليبي وحماية لهم من خطر نور الدين زنكي

قلعة الجبل (صلاح الدين) قام بتأسيسها صلاح الدين الأيوبي على إحدى الهضاب العالية على امتداد الجهة الشرقية من القاهرة.
ويفصل بينهما وبين جبل المقطم طريق صلاح سالم الذي شق في العصر الحديث.

وكانت هذه القلعة عند بنائها تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من القاهرة الفاطمية على ارتفاع 250 قدماً من سطح الأرض.

وهي تأتي على رأس المنشآت العسكرية التي أقامها الأيوبيون لدفع الخطر الصليبي وكذلك حماية لهم من خطر نور الدين زنكي.
وقد اختار لها صلاح الدين مكاناً مرتفعاً من جبل المقطم.

وقد أراد بها تأمين مدن مصر الممثلة في العسكر والقطائع والفسطاط والقاهرة وجمعها بسور واحد مزود بالتحصينات والأبراج والبوابات المنيعة، فأصبحت القلعة جزء من السور.

ولكن صلاح الدين توفي قبل إتمام القلعة فأتم بناءها أخوه الملك العادل سنة 614هـ / 120م.
وقد بنيت القلعة من أحجار مقتطعة من جبل المقطم وبعض الأحجار التي تم حملها من بعض أهرامات الجيزة الصغيرة.

وقد قام صلاح الدين بحفر خندق حول القسم الشرقي من القلعة ليضاعف من ارتفاع الجدران، وبذلك فصل بين القلعة وبين جبل المقطم بهوة كبيرة تمنع أي عدو يسيطر على المقطم من الاستفادة من ذلك الموقع.

وقد أشار بن جبير إلى أن أسرى الصليبيين قد سخروا في بناء القلعة وحفر أساسها في الصخر ونشر رخامها وحفر الخندق المحيط بالسور.

وقد تعرضت أسوار القلعة للتجديد في عصور مختلفة.

وللقلعة أبواب عديدة منها:
1- باب المدرج وهو المواجه للقاهرة وكان يجلس بداخله والي القاهرة، وهو الباب الرئيسي للقلعة وفي أعلاه توجد كتابة باسم صلاح الدين ووزيره بهاء الدين قراقوش.
2- باب العزب الذي أنشأه الأمير رضوان كتخدا حوالي 1168هـ / 1754م) موضع باب السلسلة القديمة.
3- باب الجبل والباب الجديد ويقع أمام باب المدرج وقد أنشأه محمد علي (1241هـ / 1825م).

ومن أهم أقسام القلعة بئر يوسف الحلزوني يقع خلف جامع الناصر محمد بن قلاوون، وهذه البئر عمقها 90 متراً حفرها قراقوش في باطن الصخر، وكانت تتكون من طابقين العلوي عمقه 50 متراً والسفلي عمقه 40 متراً تستخرج المياه منها بواسطة سواقي في كل طابق تدور الأبقار.

ويقال أن قاع هذه البئر كانت مساوية لأرض بركة الفيل وأن ماءها كان عذباً في أول الأمر.
فلما أراد قراقوش تعميقها تداخلت معها عين مالحة أفسدت عذوبتها.

وجامع الناصر محمد بن قلاوون سنة 718هـ وجامع سليمان باشا (جامع سارية).
وجامع أحمد كتخدا العزب وجامع محمد علي.

وكان بالقلعة العديد من المنشآت كالمساجد والقصور والإسطبلات والإيوانات وغيرها مما يجعلها مدينة قائمة بذاتها.

ومنذ عهد صلاح الدين اتخذت القلعة مقراً للحكم حتى عصر إسماعيل سنة 1850م عندما انتقل إلى قصر عابدين.

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©