وصف مسجد أحمد بن طولون.. منارته أقيمت بالحجر في الناحية الشمالية الغربية لصق حائط الزيادة وهي الوحيدة من نوعها في مصر

المسجد على شكل مربع تقريبا طول ضلعه حوالي 162.50X61.73 أي 26281.125 مترا يشغل منها المسجد مع جدرانه مستطيلا أبعاده 137.80X118.10 أي 17243.818.
ويتكون من صحن أوسط مكشوف مربع طول ضلعه 92 مترا تحيط به 4 أروقة مسقوفة بالخشب أكبرها رواق القبلة بالناحية الجنوبية الشرقية ويتكون من 5 صفوف من الدعامات يعلوها عقود مدببة تسير موازية لجدار القبلة.

أما باقي الأروقة فيشتمل كل منها على صفي من الدعامات يعلوها عقود تمتد موازية لجدار الرواق ويلاحظ أن الدعامات تحل محل الأعمدة في بقية المساجد وهي مستطيلة الشكل مبنية من الآجر بأركانها أعمدة مخلقة من الآجر لها تيجان ناقوسية مكسية بالجص وهي ذات تأثير عراقي وفد إلى مصر مع أحمد بن طولون الذي نشأ هناك، ويزين جميع البائكات من الداخل والخارج شريط من زخارف جصية تلتف مزينة حافات العقود يعقبها إلى أعلى تحت السقف مباشرة إزار من الخشب يحيط بأروقة الجامع مكتوب فيه بالخط الكوفي سورتا البقرة وآل عمران وفتحت في أعلى العقود شبابيك للتخفيف عن ظهر العقود وبأعلى جدارن المسجد 129 شباكا تحيط بجدرانه الأربعة وهي ذات ستائر جصية مفرغة بأشكال وزخارف هندسية ونباتية ويتوج نهاية الجدران شرافات لا مثيل لها في العمارة العربية يطلق عليها اسم العرائس لأنه تشبه أشكال آدمية متجاورة متشابكة الأيدي والأذرع وبالمسجد 6 محاريب ترجع إلى عصور مختلفة موزعة داخل رواق القبلة الذي يضم أيضا منبرا خشبيا تزينه حشوات من خشب العاج والأبنوس وهو من عمل السلطان لاجين سنة 696هـ/1296م الذي نقل المنبر القديم إلى الجامع الظاهر بالمنشاة على شاطئ النيل ولم يتبقى للمنبر ولا للجامع أثر وبتجويف المحارب عصابة من الفسيفساء المذهبة كتب بالخط النسخ لا إله إلا الله محمد رسول الله وهذه الفسيفساء والطاقية الخشب بالمحراب ومقرنص القبة من عمل المنصور لاجين.
وفي وسط الصحن نافورة على شكل بناء مربع في أعلاه قبة مدببة تحملها 4 صفوف من المقرنصات وهي ثالث نافورة تقام بالصحن فالأولى بناها أحمد بن طولون والثانية بناها العزيز بالله وقيل بنتها أمه تغريد (385هـ/995م) وبرقبة القبة التي بناها لاجين كتبت آية الوضوء علاوة على الزخارف التي تزين القبة من الداخل ومن الخارج.
وكما حدث في جامع سامراء أضيف لجامع ابن طولون زيادة حول جدرانه الخارجية فيما عدا جدار القبلة وهي عبارة عن أروقة غير مسقوفة ذات أسوار عالية فتحت بها أبواب غير أبواب المسجد فبلغ عدد الأبواب 42 باب ومسطح الزيادة 9037.307 مترا.
أما منارة المسجد التي بنيت خارجه مثل منارة جامع سامراء فقد أقيمت بالحجر في الناحية الشمالية الغربية لصق حائط الزيادة وهي الوحيدة من نوعها في مصر ويبلغ ارتفاعها 40 متر وكان بأعلاها عشارى سقط حوالي 1105هـ/1693م وقد ربط العلماء بينهما وبين مئذنة جامع سامراء المشهورة بالملوية وقد تعرض المسجد لعدة عمائر أهمها عمارة السلطان حسام الدين لاجين الذي أنفق عليه من خالص ماله 20 ألف دينار حيث أقام القبة وسط الصحن ومحراب المسجد الرئيسي والمنبر الخشبي كما أقام مكتبا لتعليم أيتام المسلمين وسبيلا جدده السلطان الأشرف قايتباي يعد من أقدم الأسبلة في مصر وقد وصف الرحالة المغاربة والأندلسيون جامع ابن طولون إذ أنه كان مخصصا لإقامتهم منذ أيام صلاح الدين الأيوبي منهم الرحالة التجيبي الذي وصف الساعة التي أمر بصنعها السلطان لاجين بقوله :"وضع فيه قبة جعل فيها طيقان صغر صغارا على عدد ساعات الليل والنهار فإذا مرت ساعة انغلقت الطاقة التي هي تلك الساعة وهو تدبير عجيب ولا تزال كذلك تنغلق الأبواب كلها ثم تعود إلى حالها الأول".

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©