علاقة الدولة البوسعيدية بشرق أفريقيا.. استغلال بعض الولاة سقوط دولة اليعاربة والإعلان عن انفصالهم التام وتكوين دولة تابعة لهم

لقد واجه الإمام أحمد بن سعيد صعوبات كثيرة، بسبب الاضطرابات وعدم الاستقرار التي شهدتها عمان نتيجة للصراعات الداخلية.
ووجد الإمام أحمد بن سعيد نفسه أمام تحديات خارجية لا يمكن تجاهلها.
ومن ذلك رغبة بعض الولاة التابعين لدولة اليعاربة في استغلال سقوط الدولة والإعلان عن انفصالهم التام وتكوين دولة تابعة لهم.
وهذا هو حال محمد بن عثمان المزروعي الذي أعلن استقلاله عن الدولة العمانية، متعللا في ذلك بأن ممباسة التي كانت تخضع لنفوذه بقيت على ولائها لدولة اليعاربة حتى سقطت.
ولا يعني ذلك إن تستمر تبعيتها لعمان حتى بعد سقوط أسرتها الحاكمة.
لم يكن أحمد بن سعيد في وضع يسمح له بتجاهل هذا الوضع الخطير، خصوصا وأن الإمام أحمد بن سعيد الذي كان ينحدر من أسرة تقدر قيمة العمل التجاري.
كان يدرك بأن استمرار سيطرته على شرق أفريقيا من شأنه إن يعطي لعمان مكانة تجارية مميزة، هو أحوج ما يكون لها من أجل توطيد حكمه على البلاد.
ولحل هذا الخلاف الذي دار بين الإمام والمزروعي، لجأ الإمام إلى العقل والكياسة كي يضع نهاية لهذا التمرد ويمنع انفصال ممباسة عن دائرة نفوذه.
فقام الإمام بإرسال ستة من أتباعه برئاسة سيف بن خلف إلى ممباسة، وقدموا أنفسهم إلى المزروعي بكل ما أوتوا من دهاء وثقة في النفس على أنهم خارجون على الإمام، إلا أخيه علي بن عثمان المزروعي نجح في اغتيال والي الإمام سيف بن خلف.
واستعاد حكم المزروعيين على ممباسة، أما عن بقية المدن في زنجبار فقد بقية بعيدة عن سيطرة الإمام فيما عدا زنجبار التي عين عبدالله بن حمد البوسعيدي واليا عليها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال