مشاكل وتحديات مطار وهران الدولي (أحمد بن بلة):
يُعد مطار وهران الدولي "أحمد بن بلة" أحد أهم البوابات الجوية للغرب الجزائري، ويتمتع بأهمية حيوية في الربط بين المنطقة والوجهات الدولية، خاصة الأوروبية. ومع تزايد حركة المسافرين، يواجه المطار مجموعة من المشاكل والتحديات التي تؤثر على جودة الخدمات المقدمة وتجربة المسافرين وكفاءة التشغيل.
أولاً: التحديات المرتبطة بالبنية التحتية والقدرة الاستيعابية
على الرغم من إنجاز مشاريع التوسعة والتحديث، إلا أن المطار لا يزال يواجه ضغطاً كبيراً، خصوصاً في أوقات الذروة والمواسم السنوية (مثل موسم الحج والعمرة والعطلات الصيفية)، والتي تتمثل مشاكلها في:
- اكتظاظ المحطة الجوية: يمكن أن يشهد المطار في أوقات الذروة اكتظاظاً كبيراً، مما يفوق القدرة الاستيعابية للمحطات الحالية، وهذا يترتب عليه ضغط على مناطق الانتظار، وشبابيك التسجيل (Check-in)، ومناطق التفتيش الأمني.
- مشاكل الصيانة والتجهيزات: قد تطرأ مشاكل متعلقة بصيانة بعض المرافق الأساسية أو الأعطال في تجهيزات المطار كالسير المتحرك للأمتعة، أو أنظمة التكييف، مما يؤدي إلى تأخير وتدني في مستوى الراحة.
- شبكة الطرق والوصول: تعتبر سهولة الوصول إلى المطار من التحديات، حيث قد تشهد الطرق المؤدية إلى المطار ازدحاماً مرورياً، بالإضافة إلى الحاجة إلى ربط المطار بشبكة نقل عام فعالة ومتكاملة (مثل الترامواي أو الحافلات المتخصصة)، لتسهيل تنقل المسافرين والعاملين.
ثانياً: تحديات كفاءة الخدمات والإجراءات الإدارية
يواجه المسافرون في مطار وهران في بعض الأحيان تحديات تتعلق بسرعة وكفاءة الإجراءات الإدارية والأمنية، ومن أبرزها:
- بطء إجراءات الشرطة والجمارك: تشكل الإجراءات الأمنية وإجراءات مراقبة الجوازات (شرطة الحدود) والجمارك نقطة احتكاك للمسافرين. فالبطء في معالجة الوثائق وقلة عدد الموظفين في أوقات الذروة تؤدي إلى تشكل طوابير طويلة، الأمر الذي يزيد من إجهاد المسافرين ويستهلك وقتاً طويلاً قبل الوصول إلى بوابة المغادرة أو الخروج من المطار.
- إدارة الأمتعة: قد تحدث مشاكل في معالجة الأمتعة، سواء من حيث التأخير في وصولها إلى الأحزمة بعد الهبوط، أو سوء التعامل معها، أو حتى حالات فقدان أو تضرر الأمتعة، وهو ما يشكل مصدر إزعاج كبير للمسافرين.
- جودة خدمات شركات الطيران: تتأثر تجربة المطار أيضاً بمشاكل شركات الطيران العاملة فيه، خاصة فيما يتعلق بالتأخيرات في الرحلات (Delays) أو إلغائها، وسوء التواصل مع المسافرين لتوضيح الأسباب أو تقديم الحلول البديلة.
ثالثاً: قضايا الأمن والسلامة والرقابة
تتطلب المطارات الدولية مستوى عالياً من الأمن واليقظة، وقد تبرز بعض القضايا الأمنية التي تشكل تحدياً لإدارة المطار، مثل:
- محاولات التهريب غير الشرعي: يسجل المطار أحياناً محاولات لتهريب العملات الصعبة أو الممنوعات، مما يستلزم يقظة عالية من أجهزة الأمن والجمارك ويضيف ضغطاً على عمليات التفتيش.
- اختراق الإجراءات الأمنية: سُجلت حوادث تتعلق باختراق شاب للإجراءات الأمنية ومحاولته التسلل إلى طائرة، ما يثير تساؤلات حول مدى كفاءة وصرامة الحواجز الأمنية والمراقبة داخل المحيط الداخلي للمطار.
رابعاً: المشاكل المتعلقة بالجانب التجاري والخدماتي
- محدودية وتنوع الخدمات التجارية: قد يجد المسافرون أن الخيارات المتاحة للمحلات التجارية والمطاعم والمقاهي داخل المطار محدودة أو أن أسعارها مبالغ فيها مقارنة بما هو خارج المطار.
- نقص في المرافق الرقمية: الحاجة إلى تطوير المرافق الرقمية مثل خدمة الإنترنت اللاسلكي (Wi-Fi) المجانية وخدمات الدفع الإلكتروني، وتوفير شاشات إرشادية حديثة بشكل كافٍ لضمان تجربة سلسة للمسافرين.
الخلاصة:
إن معالجة مشاكل مطار وهران الدولي "أحمد بن بلة" تتطلب جهداً متكاملاً يركز على تحديث البنية التحتية لزيادة القدرة الاستيعابية، وتسريع وتبسيط الإجراءات الإدارية والأمنية من خلال زيادة عدد الموظفين وتدريبهم، واعتماد تقنيات حديثة لضمان أمن وسلامة المسافرين وتجربتهم العامة، خاصة في مواجهة الضغط المتزايد لحركة الطيران الدولية والمحلية.