سيطرة الدول المتقدمة والتغير في دور البنك والصندوق الدوليين.. التعبير عن الانتصار الأمريكي من حيث الحصص والقوة التصويتية المرتبطة بها

بعد خروج الولايات المتحدة من الحرب العالمية الثانية منتصرة وتملك أكبر رصيد ذهبي في العالم كان لابد من نظام دولي يقوم بوضع ذلك التفوق الأمريكي صمن إطار شرعي دولي يكفل حرية التبادل التجاري ويضمن الاستقرار للأسواق المالية و النقدية العالمية ويعيد إعمار ما دمرته الحرب.

وهكذا جاء ميثاق صندوق النقد الدولي يدشن الوضع الدولي للدولار كعملة احتياط عالمية ترتبط بها باقي العملات وترتبط هي بالذهب الذي تكدس في أمريكا.

لقد جاءت أهداف الصندوق تعبيراً واضحاً عن ذلك الانتصار الأمريكي سواء من حيث الحصص أو من حيث القوة التصويتية المرتبطة بها.

هذا و لم يكن حال البنك الدولي أفضل حيث اشترطت العضوية فيه العضوية في الصندوق وكذلك الأمر بالنسبة للحصص والتصويت.
بما أن الصدوق والبنك قد جاءا لتصحيح الاختلالات و إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب فمن الواضح أن المقصود يومها هو البلدان المتقدمة (أوربا خصوصاً).

ولم يكن موضوع البلدان النامية وتنميتها موضوع نقاش فهي إما حديثة العهد بالاستقلال أو ما تزال تخضع للاستعمار وكانت تدرك طبيعة دورها من حصصها المتواضعة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال