الصندوق الوطني للقرض الفلاحي: التكامل بين مؤسسة 'أرضي' كرافعة للتمكين الاقتصادي ومؤسسة التنمية المستدامة كداعم للبيئة والتعليم في المناطق القروية

المجموعة المصرفية للقرض الفلاحي بالمغرب: مؤسسات متخصصة لدعم التنمية

يُعد الصندوق الوطني للقرض الفلاحي (CAM) مؤسسة مصرفية رئيسية في المشهد المالي المغربي، وتتميز بكونها البنك المرجعي لتمويل القطاع الفلاحي والعالم القروي. لكن نشاط المجموعة لا يقتصر على التمويل الفلاحي التقليدي، بل يتسع ليشمل منظومة متكاملة من المؤسسات الفرعية المتخصصة التي تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لجميع فئات المجتمع، خاصة تلك التي تعاني من الهشاشة الاقتصادية أو التي تحتاج إلى دعم خاص في إطار مسؤولية البنك الاجتماعية والبيئية.


مؤسسة "أرضي" للقروض الصغرى (Ardi - Microfinance Institution):

تُعد مؤسسة أرضي (Ardi) ذراعاً أساسياً لمجموعة القرض الفلاحي في مجال التمويل الأصغر (القروض الصغرى)، وتضطلع بدور بالغ الأهمية في مجال الإدماج الاقتصادي والاجتماعي.

الدور والهدف الأساسي:

تأسست مؤسسة أرضي لتقديم حلول تمويلية مرنة ومُكيفة للأفراد الذين لا يستطيعون الوصول إلى الخدمات المصرفية التقليدية، لا سيما في المناطق القروية وشبه الحضرية. هدفها الرئيسي هو دعم إنشاء وتطوير الأنشطة المدرة للدخل (Activités Génératrices de Revenus - AGR)، وبالتالي محاربة الفقر والهشاشة من خلال تمكين المقاولين الذاتيين، وأصحاب المشاريع الصغيرة جداً، والحرفيين، والنساء القرويات.

الخدمات المقدمة والتوسع:

لا تقتصر خدمات أرضي على تقديم القروض المالية الصغيرة، بل تشمل أيضاً التأطير والمواكبة والدعم التقني للمستفيدين، مما يضمن استخدام القروض بكفاءة ونجاح المشاريع. وتعمل المؤسسة على توسيع شبكتها لتغطية أوسع مساحة ممكنة في المغرب، لتكون قريبة من عملائها وخصوصيات أنشطتهم. يساهم عمل أرضي بشكل مباشر في تحقيق الاستقلال المالي للأفراد وتعزيز الاقتصاد التضامني.


مؤسسة القرض الفلاحي للتنمية المستدامة (Fondation Crédit Agricole du Maroc pour le Développement Durable):

تعكس هذه المؤسسة التزام مجموعة القرض الفلاحي بمسؤوليتها المجتمعية والبيئية (Responsabilité Sociétale et Environnementale - RSE). وهي بمثابة الوعاء المؤسساتي الذي يُنفذ من خلاله البنك مبادراته المتعلقة بـالتنمية طويلة الأمد وحماية البيئة.

المحاور الرئيسية للعمل:

تركز المؤسسة على عدة محاور حيوية، جميعها مرتبط بالارتقاء بالظروف المعيشية والحفاظ على الموارد:

  • دعم التعليم والتكوين: تعمل المؤسسة على تحسين ظروف التعليم في المناطق القروية من خلال بناء وتجهيز المدارس، والمساهمة في محو الأمية الوظيفية المرتبطة بالقطاع الفلاحي.
  • التنمية البيئية والمحافظة على الموارد: تولي المؤسسة اهتماماً خاصاً للمبادرات المتعلقة بـترشيد استخدام المياه، والتشجير، ومكافحة التصحر، والترويج للزراعة الإيكولوجية التي تحافظ على التنوع البيولوجي وجودة التربة.
  • التراث والثقافة القروية: تُعنى المؤسسة أيضاً بالحفاظ على التراث المادي واللامادي للعالم القروي وتثمينه، كجزء لا يتجزأ من التنمية المحلية الشاملة.
  • الاستجابة للكوارث والأزمات: تلعب المؤسسة دوراً في تقديم الدعم والمساعدة الإنسانية للمناطق المتضررة جراء الكوارث الطبيعية، مما يؤكد دورها كفاعل اجتماعي مسؤول.

التأثير والتكامل:

لا تعمل هذه المؤسسة بمعزل عن النشاط التجاري للبنك، بل تكمله من خلال خلق بيئة مواتية للنمو الاقتصادي المستدام. فمن خلال دعم مشاريع التعليم والبيئة، تضمن المؤسسة أن يكون التمويل الذي يقدمه البنك الفلاحي جزءاً من مسار تنموي متوازن يراعي الأبعاد الاجتماعية والبيئية إلى جانب البعد الاقتصادي.


تكامل الأدوار لتحقيق الشمول المالي والتنمية:

باختصار، تشكل مؤسسة أرضي ومؤسسة التنمية المستدامة جناحي التكامل لمجموعة الصندوق الوطني للقرض الفلاحي:

  • أرضي: تعمل على الشمول المالي الفوري وتمكين الطبقات الهشة اقتصادياً.
  • مؤسسة التنمية المستدامة: تركز على الاستدامة طويلة الأمد والمسؤولية البيئية والمجتمعية.

هذا التنوع في المؤسسات التابعة يسمح للمجموعة بتقديم خدمة شاملة تغطي الاحتياجات التمويلية، الاجتماعية، والبيئية، مما يعزز موقع القرض الفلاحي كشريك أساسي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال