ازدهار حارة النصارى حول كنيسة القيامة في القدس.. بناء مدارس الإرساليات والمشافي والمعاهد العلمية والمستشفيات، والأديرة، وبيوت الشباب للزوار

في القرن التاسع عشر هدفت الدول الأوروبية توسيع نفوذها في القدس، وبدأ ازدهار المباني والعمارة في الحي المسيحي. حاولت السلطات العثمانية وقف النفوذ الأوروبي وقواعد المنشأت وشراء الأراضي في المنطقة. لكنها أدت تدخلات شخصية من رؤساء تلك الدول (مثل ويلهلم الثاني من ألمانيا فرانز جوزيف من النمسا) لبناء بعض مباني الدينية لتلك الدول.
في نهاية القرن 19 لم يكن هناك مزيد من الأراضي في الحي المسيحي. في الفترة نفسها، بعد فتح قناة السويس حج وسافر العديد من المسيحيين إلى الأراضي المقدسة. هذا أدى إلى اشتداد المنافسة بين القوى الأوروبية من أجل زيادة نفوذها في القدس. بنت فرنسا المستشفيات، والأديرة، وبيوت الشباب للزوار من خارج المدينة القديمة في منطقة متاخمة لحي النصارى وهي المنطقة التي أصبحت تعرف باسم المنطقة الفرنسية. ومن قبلهم، بنى الروس مجمعات سكانية وعلمية في مكان قريب.
إذ كان كاثوليك الدولة العثمانية قد وضعوا تحت حماية فرنسا والنمسا، في حين وضع الأرثوذكس تحت حماية روسيا وقامت إنجلترا بحماية البروتستانت.
تطور حي النصارى مع زيادة النفوذ الغربي الأوروبي فبنيت مدارس الارساليات والمشافي والمعاهد العلمية، فازدهر حي النصارى مقارنة بالاحياء الاخرى التي عانت من فقدان هذه الخدمات، كما نشط حارة النصارى اقتصاديًا خاصًة مع ازدهار أحول سكانه الذين عملوا بالتجارة ومع هجرة مسيحيين القدس أرسل اثرياء المهجر أموالا لدعم أهالي الحي. في عام 1898 وافقت الدولة العثمانية على طلب من الدول الأوروبية وفتحت بوابة جديدة في أسوار البلدة القديمة، في منطقة جديدة للتنمية. كانت تسمى بوابة "باب جديد".

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ وريقات 2015 ©