القائد العربي بن الكوش.. قائد منطقة عبدة أحمر الذي اتخذ من زاوية الخنوفة مركزا لحكمه ونافس القائد محمد الطيمومي من قبيلة طياميم



هو العربي بن محمد بن الحاج عبد الله الناصري الحمري بلكوش، ينتمي إلى أسرة من أشهر بيوتات قبيلة أحمر، وأعرقها حضارة واتصالا بالمخزن، تنتسب إلى علي بن ناصر الحمري شيخ رماة عصره..، من زاوية الخنوفة، ولد سنة 1292 / 1875، وتوفي والده وهو ما زال صبيا، فتربى في كنف خاله سي عبد السلام بن الحاج عبد الله، وفي أثناء رحلة السلطان إلى الجنوب نزل بقصبة الاسماعيلية (الشماعية حاليا)، التي كان أنجاله الأمراء (مولاي حفيظ، ومولاي الكبير) ومرافقيهم من أبناء المحاسيب، يتدربون فيها على الرماية وركوب الخيل تحت إشراف أهل زاوية الخنوفة حفدة الشيخ علي بن ناصر، ويأخذون مختلف العلوم على يد خيرة العلماء مثل: الأستاذ أحمد بن محمد السلمي المرادسي مؤرخ السلطان الحسن الأول، والطالب محمد بن محمد ابن سودة، والتهامي بن عبد القادر المراكشي المدعو بابن الحداد..
ولما كان محمد بن الحاج عبد الله بلكوش من خدام المخزن، فقد استفسر السلطان عن أولاده، فأخبر بأنه لم يترك إلا بنتا واحدة هي عائشة، وولدا واحدا هو العربي، فأمر الفقيه الحاج المختار بن حميدة النواصري، بأن يسهر على تربية هذا الولد والعناية به وكفالته وتعليمه، وكأنه رحمه الله استبشر خيرا في هذا الطفل، الذي سيتولى فيما بعد قيادة أحمر (خمس أخماس) لما يفوق ربع قرن، وفعلا حفظ العربي القرآن وهو ابن خمس عشر بروايتي المكي والبصري، ثم توجه عند خاله الفقيه الطاهر بن الحبيب الكدالي القاضي بناحية آسفي "الساحل"، وهناك درس مبادئ الفقه والنحو.
إن اكتساب العربي بن محمد لهذا التكوين الديني، وتوفره على خبرة مهمة في المجال الحربي، إضافة إلى العلاقة القديمة لأسرته بالمخزن، كلها عوامل ستعجل باختياره للعمل في المناصب المخزنية.
وهكذا بعدما رجع إلى زاوية الخنوفة وعمل بالفلاحة، وتزوج من ابنة سي قاسم، سرعان ما وقع عليه الاختيار ليندرج في المناصب المخزنية ، فعين شيخا مع القائد عيسى ابن عمر العبدي، خلال الولاية الأولى لهذا الأخير على قبيلة أحمر ما بين 1907 و 1909، ثم اختير قائدا لحركة أهل أحمر المتجهة إلى تازة لمحاربة بوحمارة إلى جانب القائد قاسم بلقاضي. 
ولما دخل الفرنسيون إلى آسفي ألقى عليه القبض القائد أحمد ابن عيسى العبدي، ثم أطلق سراحه  وبعد ذلك تولى منصب خليفة الزرة سنة 1916م.
وفي سنة 1918 عين قائدا على الزرة الشمالية ، مكان الخليفة بن ميه ، وفي 02 نونبر 1919، عند وفاة القائد قاسم، انتقلت قيادته (الزرة الجنوبية)، إلى القائد العربي وتلقى ظهيرا بذلك في 06 يونيو 1920، وأضيف له نصف أولاد يوسف عند عزل القائد إبراهيم ولد الحمري في 18 يونيو 1920.
امتدت فترة حكم القائد العربي بلكوش على الزرة وجزء من أولاد يوسف قرابة 25 سنة ، تدرج خلالها في المناصب المخزنية من شيخ قبيلة إلى قائد متميز بالكفاءة في حل المشاكل واستتباب الأمن وزيارة المناطق النائية والإنصات للساكنة، في رقعة شاسعة كانت تمتد على ثلثي مساحة البلاد البالغة آنذاك خمسة (5) آلاف كلم مربع، وتضم أكبر عدد من المشيخات (24 مشيخة)، وأكبر عدد من الدواوير (290 دوارا).


مواضيع قد تفيدك: